بالصور| "أسامة" من مستشفى إسنا المركزي: قسم الأطفال "من غير أطباء"
مقاعد متهالكة، صالة الاستقبال لا تعدو حوشًا صغيرًا يحوي رفًا حديديًا بلا أدوات طبية، جدران مشققة، غرفة خالية من التعقيم تسكنها العناكب والفئران، يدخلها هواء ملوث من نوافذ فوقها أكوام تراب.. مشاهد غير محتملة تصف الإهمال المتراكم الذي تفاجأ به أسامة عبدالمقصود، داخل مستشفى إسنا المركزي بالأقصر، أثناء دخوله بطفلته "إيمان" بحرارة مرتفعة وصلت إلى "40".
"أسامة" لم يجد طبيبًا واحدًا يرحم أوجاع ابنته المريضة داخل قسم الأطفال بالمستشفى، فالسرائر المتسخة جعلته يغادر المبنى عقب ساعات طويلة من الانتظار، ظلت خلالها الطفلة "إيمان" تصرخ من الألم بلا أي استجابة من طقم الممرضات، "مفيش دكاترة جوه المستشفى ولو لقيت مفيش علاج ولا سرير آدمي الطفل ينام عليه، المكان كله ملوث وفيه نقص عددي في الأطباء والأدوية، بنتي كان كل اللي فيها حرارتها عالية ومحدش بردوا قدر يسعفها"، مضيفًا: "كان فيه أطفال كتير حالتهم صعبة والأهالي مش عارفة تروح فين ولا حد من الدكاترة موجود يكشف عليهم، وأوضة الاستقبال كل اللي فيها ممرضة مش عارفة أي حاجة وكل اللي عليها تدخل الطفل قسم الأطفال، وبنتي عندها 4 سنين متتحملش البهدلة فخرجت بيها أدوَّر على مكان تاني".
خرج "أسامة" مع طفلته "إيمان" من مستشفى إسما المركزي، مقررًا جمع تبرعات عينية من الأهالي لتطوير قسم الأطفال في المستشفى على الأقل؟، بعدما اطمأن على صحة نجلته، "خرجت من المستشفى وروحت صيدلية قريبة من البيت ادتني دواء نزل حرارة إيمان على طول الحمد لله، وحاولت أجمع تبرعات بعد اللي شفته في المستشفى عشان نحاول نطوَّر شوية قسم الأطفال اللي ملهمش ذنب يتوجعوا بالشكل ده، ده أبسط أمراض الأطفال اللي بتدخل المستشفى مفيش إمكانية لعلاجهم، فحرام الأطفال اللي عندهم أمراض خطيرة وإحنا ناس على قد حالنا منقدرش نروح مستشفيات خاصة ودي أقرب حاجة لينا في قرية أصفون المطاعنة"، مضيفًا "جمعت مبلغ واديتوا لممرضين اللي هناك عشان يتصرفوا وعلى الأقل ينضَّفوا المكان، بس ولا حياة لمن تنادي ومفيش أي تطوير ولا نضافة والمستشفى حالتها سيئة جدًا".