«فضلتها عن المحاماة».. «دعاء» تصلح الساعات من 39 عاما: ورث أبويا
دعاء قنديل فى محل تصليح الساعات
ورثت المهنة عن والدها ورفضت التخلي عنها رغم التطور التكنولوجي الهائل الذي ظهر واضحا على صناعة الساعات، فتعمل في تصليح الساعات الكلاسيكية منذ 39 عاما، بمنطقة الدقي، يتردد عليها المشاهير، وتامل أن يظل المحل مفتوحا للزبائن الذين تعودوا عليه منذ عام 1956 وحتى الآن دون توقف يوم واحد.
تبتسم «دعاء قنديل» عندما تعود بذاكرتها إلى الوراء، فقد كانت طفلة صغيرة لا يتخطى عمرها 8 سنوات، عندما أعجبت بدقة العمل الذي يمارسه والدها، وقررت العمل معه حتى صارت «أستاذة» فيه بحسب تعليقات الزبائن وأصحاب المحلات الأخرى: «بابا اتعلم مهنة تصليح الساعات على يد خواجة أجنبي كان عنده محل في منطقة رمسيس، وبعد ما الأجانب مشيوا بابا فتح المحل بتاعه».
كانت دعاء التى تبلغ 47 عاما، من أوائل السيدات المصريات اللاتي عملن في مهنة تصليح الساعات بحسب كلامها فهي تعمل في المهنة منذ 39 عاما، عقب تخرجها في كلية حقوق جامعة القاهرة، حيث صممت على استكمال العمل في محل والدها عوضا عن الانطلاق في مهنة المحاماة: «كنت بشتغل وأنا بدرس وحتى بعد ما اتخرجت واتجوزت وخلفت فضلت شغالة في المحل».
حسنين هيكل وفتحي سرور من زبائن المحل
ذكريات كثيرة لا تنساها «دعاء» خلال عملها في محل تصليح الساعات، أبرزها تردد العديد من الشخصيات المعروفة في المجال السياسي والاقتصادي والثقافي، من بينها، الدكتور فتحي سرور، رئيس مجلس الشعب الأسبق، والكاتب الصحفي الراحل محمد حسنين هيكل، والفريق عبد المحسن كامل مرتجي قائد الجيش المصري في حرب اليمن وحرب 1967: « كنت بشوفهم وأسلم عليهم وأنا صغيرة من غير ما أعرف أنهم شخصيات مهمة فى المجتمع لغاية ما كبرت وكنت فخورة بده».
بعد كل سنوات العمل الطويلة في مهنة تصليح الساعات تعترف «دعاء» بحدوث تغير كبير في مهنة بيع وتصليح الساعات أبرزها إمكانية تعرضها للانقراض: «للأسف الواحد عنده قلق من انقراض المهنة بسبب قلة الناس اللى شغالة فيه، وعدم رغبة الجيل الجديد أنهم يتعلموها، والسبب أنهم جيل بيحب السرعة، لكن الشغلانة دى بتحب الصبر وده اللي اتعملته منها».
الساعات الحديثة سبب انقراض المهنة
اعتماد البعض على التكنولوجيا الحديثة مثل «smart watch»، قد يكون أحد أسباب انقراض مهنة تصليح الساعات وفقا لـ«دعاء»: «للأسف الناس معدش عندها ولاء للساعات القيمة زى زمان، مثلا أنا افتكر أن في شباب كانوا يجوا يصلحوا ساعات من أيام أجدادهم، وبل وفي موقف لا أنساه عن ست كبيرة كانت دايما تصلح عندى الساعات، وقبل لما تموت وصت أولادها أنهم يصلحوا ساعة حائط قيمة تملكها عندي وسابت ليهم أموال كافية لتصليح الساعة بعد وفاتها».