قصيدة «الفرزدق» في فضل زين العابدين بن الحسين.. هزت أرجاء مكة
الكعبة المشرفة
رُوىَ أن هشام بن عبدالملك حج فلم يقدر علی تسلم الحجر الأسود من شدة الزحام، فنُصب له منبر فجلس علیه وطاف به أهل الشام، فبينما هو كذلك إذ أقبل على بن الحسين وعلیه إزار ورداء، من أحسن الناس وجهاً وأطيبهم رائحة، بين عينيه سجادة. فجعل يطوف، فإذا بلغ إلى موضع الحجر تنحى الناس حتى يستلمه هيبة له. فقال شامى: من هذا يا أمير المؤمنين؟!
فنكره هشام وقال: لا أعرفه. فقال الفرزدق «من شعراء بنى أمية ومادحيهم» وكان حاضراً: لكنى أنا أعرفه. فقال الرجل الشامى: من هو يا أبا فراس؟! فأنشأ قصيدة أغضبت «هشام» منه ومنع جائزته عنه، وقال: ألا قلت فينا مثلها؟! قال: هاتِ جداً كجده، وأباً كأبيه، وأماً كأمه حتى أقول فيكم مثلها! فأمر «هشام» بحبسه بعسفان بين مكة والمدينة، ولما بلغ ذلك على بن الحسين، بعث إلیه باثنى عشر ألف درهم، وقال: أعذرنا يا أبا فراس، فلو كان عندنا أكثر من هذا لوصلناك به! فردها وقال: يا ابن رسول الله! ما قلت الذى قلت إلا غضباً لله ولرسوله! فردها إلیه وقال: بحقى علیك لما قبلتها فقد رأى الله مكانك وعلم نيتك! فقبلها.