ذكرى وفاته.. حكاية حلم علي الكسار بمستشفى المجانين: نطحت الخروف
علي الكسار
ملامحه السمراء، وخفة ظله الدائمة، جعلته يخترق قلوب المشاهدين، راسما الضحكة على وجوههم، كان من أشهر أدواره عثمان عبد الباسط، والبربري، وعلي بابا، لقبه الجمهور بـ«بربري مصر الأول»، إنه الفنان علي الكسار، الذي تحل اليوم ذكرى وفاته.
روى الفنان علي الكسار، في حوار إذاعي نادر له عام 1956 مع علي فايق زغلول، كواليس ذهابه إلى مستشفى المجازيب «المجانين»، بسبب خروف العيد، موضحا أنه قبل العيد بيومين، قام بشراء الخروف لذبحه وتوزيعه على الفقراء والمساكين، مشيرا إلى أن منزله لا يصلح لاستضافة الخروف، لذلك قام بحبسه داخل «الحمام»، فجاءت حفيدته الصغيرة، وفتحت له دون أن تدري ما بداخله، فما كان من الخروف إلا الهروب من محبسه، بعد أن فرت الطفلة من أمامه خوفا منه.
خناقة الخروف مع صورته
«فما كان من حضرته سي خروف إلا اتمشى في الشقة، لحد ما دخل أوضة النوم، بص في المراية بتاعة دولاب الملابس، لقى خياله افتكره خروف تاني، راح نطحه وكسر المراية، وخد بعضه ودخل على المطبخ، لقى صفيحة الجاز مكشوفة، فراح ميل عليها وأربع أربع أربع لحد ما ملى بطنه» خلال حديث الفنان علي الكسار.
وتابع علي الكسار حديثه خلال اللقاء، أنه عند قدوم إلى المنزل فوجئ بحالة الخروف، وأدرك على الفور أن لحمه مليء بالغاز: «قررت مش لازم ندبحه وأجيب لحمه من بره فخدت بعضي وقمت رايح ناحية الجزار فقابلني واحد صديقي، بيقولي رايح فين، قلت له رايح أوصي الجزار على لحمة علشان بكرة، قال لي إزاي يا أخي أنا شايفك إمبارح وانت بتشتري خروف».
غسيل معدة للخروف
وأضاف «الكسار» أنه روى لصديقه ما حدث، فأشار عليه الأخير بعمل غسيل معدة للخروف، وأن يطلب له الإسعاف، وعلى الفور قام بالاتصال وأبلغهم عن الحادث، فردوا ليس اختصاصنا: «أنا افتكرت أنهم كسلانين، فروحت جبت تاكسي وخدت الخروف وطلعت أجري على الإسعاف، نزلت أنا والخروف على الإسعاف، قلتلهم عايزين نعمل غسيل معدة للخروف، بصوا لبعض وضحكوا»
«واحد من الإسعاف ميل عليا، وقال لي اتفضل اركب العربية أنت والخروف، وسوق يا سواق، بصيت لقيت نفسي في مستشفى معرفهاش، نزلت بصيت لقيت واحد دكتور أتاريه يعرفني، فقالي إيه اللي جابك هنا، قلت له جي أعمل غسيل معدة للخروف، قالي أنت عارف نفسك دلوقت فين هنا، قلت له لا معرفش فين، قالي أنت في مستشفى المجانين، قلت يا خبر أسود، قال لي خد خروفك وروح بيتك أحسن يثبتوا جنانك».
حكاية الحلم
وذكر الفنان، أن اصطحب الخروف وذهب إلى المنزل: «دخلت بسمي وناري روحت على المطبخ لبست حلة، وقعدت أنطح في الخروف وينطح فيا، وأنا أنطح فيه، لحد ما صحيت من النوم، أنا قمت لقيت نفسي نازل نطح في المخدات لما دماغي وجعتني».