«قيثارة السماء».. وثائقي «المتحدة» رصد تسجيلات نادرة وحياة «ناظر مدرسة الابتهال»
مشهد من الفيلم الوثائقى «قيثارة السماء»
لم يكن الشيخ سيد النقشبندى مجرد مداح عادى له رصيد من الابتهالات والأناشيد، بل كان مدرسة متميزة فى عالم المديح جعلته أحد أشهر المنشدين والمبتهلين فى مصر والوطن العربى، خاصة أنه يمتلك صوتاً رآه أكبر الموسيقيين أحد أقوى بل وأوسع الأصوات تأثيراً فى تاريخ التسجيلات، وهو ما وثقته عدسات صُناع الفيلم الوثائقى «النقشبندى.. قيثارة السماء» من إنتاج الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية وشركة «CMC».
ضم الوثائقى الذى بثته قنوات «CBC» حزمة من المواقف والمشاهد والقصص، وثقتها أحداثه، لحياة إمام المنشدين المتنقلة والثرية، بجانب أحداث أخرى مهمة فى مسيرته ساهمت فى تكوين شخصيته فى عالم الإنشاد الروحى، فقبل أن يتخطى الثامنة سافر مع أسرته إلى مدينة طهطا بمحافظة سوهاج فى عام 1932 وظل بصعيد مصر حتى عام 1955 وفى هذه الفترة أدى بصوته أجمل الابتهالات والأناشيد، وهناك حفظ القرآن الكريم على يد الشيخ أحمد خليل، وتعرّف مَن حوله على صوته البديع عندما كان يتسلل كأى طفل بين الحين والآخر إلى حلقات الذكر التى كان يعقدها أنصار ومريدو الطريقة النقشبندية، حيث نشأ وترعرع فى رحاب أسرة صوفية.
جاء الفيلم فى «33 دقيقة و20 ثانية»، بدأت بتوثيق مولد الشيخ سيد النقشبندى بقرية دميرة فى طلخا، يوم 12 مارس عام 1921، وانفردت الشركة المتحدة، بالاشتراك مع شركة «CMC» التى يترأسها الكاتب والروائى أسامة الشاذلى والكاتبة الصحفية رشا الشامى، بتوثيق عدد ضخم من القصص والمشاهد الوثائقية لحياة «النقشبندى» الذى نزح جده محمد بهاء الدين من بخارة فى ولاية أذربيجان بجانب تعلقه خلال مسيرته بأصول الإنشاد الروحى الذى تفرّد به بعدما اكتُشف سريعاً من قبَل زملائه واستدعاه الشيخ محمد يوسف عيسى الذى استمع إلى صوته يشدو قصيدة «إن الرسول لنور يستضاء به» وأذاعها الفيلم لأول مرة.
واستطاع صُناع الفيلم الوثائقى «النقشبندى.. قيثارة السماء» أن يمضوا بالفيلم فى مسارين بطريقة منظمة وثرية، الأول يعتمد على المادة الوثائقية من أرشيف الشيخ سيد النقشبندى والتسجيلات الصوتية النادرة التى أذيعت لأول مرة بصوته، وجمع المسار الثانى بين الصورة الوثائقية التاريخية المهمة والابتهالات التى ظلت ترافق مستمعيه عبر الإذاعات العربية المختلفة والحفلات التى أحياها فى دول أخرى بجانب الشهادات التى تضمنت مواقف مهمة فى حياة الشيخ على مختلف الجوانب الاجتماعية والسياسية والتاريخية.
أورد الفيلم جوانب مهمة فى حياة «النقشبندى» تمثلت فى مفكرة كُتبت بخط يده تحمل تفاصيل زيارته إلى سوريا، وللمرة الأولى سلط الوثائقى الضوء على أول رحلة له إلى سوريا، والتى كتب عنها قائلاً: «اليوم ذهبنا إلى سوريا بالباخرة»، كما استعرض كواليس متابعاته لحرب أكتوبر 1973 وهو فى إيران فى ذلك الوقت. واختتم الفيلم بتفاصيل وفاته أثناء عودته إلى مدينة طنطا وأسرار وصيته.
«الشاذلى»: يمتلك صوتاً مميزاً جعله أشهر المنشدين والمبتهلين فى تاريخ الإنشاد الدينى
بدوره، وصف الكاتب والروائى أسامة الشاذلى، فى تصريحات خاصة لـ«الوطن»، الشيخ سيد النقشبندى بأنه قيمة كبيرة ويمتلك صوتاً مميزاً جعله أحد أشهر المنشدين والمبتهلين فى تاريخ الإنشاد الدينى، وجاء وثائقى «النقشبندى.. قيثارة السماء» ضمن عدد ضخم من الأفلام الوثائقية خلال الفترة القادمة، وهو فكرة وإخراج طارق العيسوى الذى عكف على جمع عدد كبير من التسجيلات النادرة التى لم يسبق بثها على أى وسيلة إعلامية داخل وخارج مصر، ليخرج الفيلم بما يحمله من إبهار بصرى وحبكات قصصية بذل «العيسوى» مجهوداً كبيراً من أجل الحصول عليها.
وأوضح أن شركة «سى إم سى»، بالاتفاق مع «المتحدة للخدمات الإعلامية» قدمت مجموعة كبيرة من الأفلام الوثائقية، وأبرمت عقداً آخر لإنتاج 24 فيلماً وثائقياً خلال عام 2023 لصالح قطاع الأخبار، ليتم عرضها على قناتى القاهرة الإخبارية وإكسترا نيوز، بعد أن حققت مجموعة الأفلام فى الموسم الأول نجاحاً كبيراً.