كواليس الإفطار الجماعي بالأزهر.. طلاب ومشايخ يشاركون في تجهيز 4 آلاف وجبة يوميا

الإفطار الجماعي في الأزهر الشريف
على أرض واحدة ومن أصناف طعام واحدة، يجتمع أربعة آلاف طالب من الطلاب الوافدين الدارسين بالأزهر الشريف يوميا، في الساحة الخارجية للمسجد، لتناول الإفطار يوميا في شهر رمضان، لا فرق بين جنسية وأخرى ولا فرق بين مسؤول بالمكان أو طالب علم، الكل هنا سواء في مشهد يومي يتكرر لحظة رفع أذان المغرب يعكس كرم أم الدنيا مع ضيوفها المقيمين على أرضها.
مشهد الإفطار الجماعي الذي ينظمه الجامع الأزهر كل يوم في رمضان، للعام الثاني على التوالي، يبدو لحظة أذان المغرب كلوحة مرسومة، الوجبات متراصة بنظام شديد لا تحيد إحداها عن مكانها، وراء كل ذلك كواليس وجهد لعشرات الشباب المتطوعين قاصدين الثواب.
وجبات جاهزة بالتنسيق مع أحد المطاعم
الحكاية تبدأ عقب صلاة العصر مباشرة، حيث يخرج المصلون إلى الساحة الخارجية للجامع الأزهر لبدأ تنظيم الإفطار الجماعي، الوجبات تأتي جاهزة محملة في سيارات كبيرة لحفظ الطعام ساخنًا بالاتفاق مع أحد المطاعم الشهيرة، وبمجرد وصولها أمام بوابات المسجد يبدأ الشباب في تحميلها داخل أقفاص بلاستيكية كبيرة لنقلها إلى ساحة المسجد، هكذا يبدو المشهد كما رصدته «الوطن».
طلاب متطوعون لتجهيز الوجبات
الطلاب الدارسون بالكليات والمعاهد التابعة للأزهر الشريف، والمصلون الشباب والعاملون في المسجد، جميعهم يتطوعون لتجهيز الوجبات وزجاجات المياه ورصها بالشكل الذي تظهر عليه كل يوم، وفق عمرو التونسي، أحد الشباب المتطوع الـ«الوطن»: «أنا كل يوم باجي أصلي العصر في المسجد وبعد الصلاة بطلع أساعدهم في رص الوجبات وأمشي»، مؤكدا أنه ليس طالبا ولا يعمل في المسجد وإنما يفعل ذلك حبًا في المشاركة ونيل الثواب.
الدكتور أحمد همام، مدير إدارة الشؤون الدينية بالجامع الأزهر، أكد أن الإفطار الجماعي اليومي الذي ينظمه الأزهر الشريف بواقع 4 آلاف وجبة يومية تحت إشراف فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، يتم بنظام دقيق لضمان وصول الوجبات لكل طالب مستحق دون تدافع أو تزاحم.
تسجيل كل طالب على البوابة الإلكترونية
كل ما يقوم به الطالب أو الطالبة هو الدخول على البوابة الإلكترونية للأزهر الشريف، ثم اختيار الخانة الخاصة بمشروع إفطار الصائم، وبحسب رواية همام لـ«الوطن» بعد تسجيل البيانات الشخصية للطالب كالاسم ورقم جواز السفر والكلية التابع لها، يظهر له كود خاص به على هاتفه المحمول يحتفظ به الطالب.
وتابع مدير إدارة الشؤون الدينية بالجامع الأزهر، أن عملية الدخول على البوابات يشرف عليها أشخاص مكلفين بتلك المهمة من العاملين في المكان، يتولى كل منهم الاطلاع على الكود الخاص بكل طالب منعًا للتزاحم ولضمان وصول الوجبات للأشخاص المقيدين على السيستم الخاص بالبوابة الإلكترونية.
تزداد حركة المتطوعين قبل موعد أذان المغرب بنصف ساعة، الجميع يتسابق لإكمال رص وجبات الفطار الجماعي بالشكل الذي يليق بمكانة الأزهر وضيوفه، وقبل دقائق قليلة من رفع الأذان، يعم السكون المكان، الجميع يجلس في خلوة يناجي ربه بما شاء، وفور أن يعتلي المؤذن المنبر ويدخل وقت الصلاة الجميع يستقيم خلف الإمام، يؤدون فريضة المغرب.
فور الانتهاء من صلاة المغرب ينتشر الطلاب في ساحة المسجد، يجلسون متقابلين لتناول الإفطار في مشهد إنساني يجمع جنسيات مختلفة على مائدة واحدة وعلى أرض واحدة.