«المقرقراتي».. مهنة تراثية تحارب من أجل البقاء لـ«تنظيف القمح»
مهنة المقرقراتي بأسيوط
«المقرقراتي أو المقرقر أو المغربلاتي» بحسب لغة أهالي أسيوط، من المهن التراثية القديمة التي ترتبط بموسم حصاد القمح كل عام، إذ يقوم الشخص المسؤول عن ذلك بتنظيف الغلال من الأتربة أو الحصى بعد الانتهاء من عملية الدراس.
غرابيل بأحجام مختلفة
ويستخدم المقرقراتي كما يطلق عليه مجموعة من الغرابيل بأشكال وأحجام مختلفة والأدوات البدائية التي تعيد غربلة غلال القمح، واستخراج الطين والحصى والأتربة التي اختلطت بها خلال عملية الدريس عن طريق عكس اتجاه الهواء، وهي الوظيفة التي يلجأ إليها معظم المزارعين في موسم الحصاد.
مهنة مهددة بالاندثار
والتقت «الوطن» بعبدالعزيز عطيات، يبلغ من العمر 65 عامًا، أحد العاملين في تلك المهنة القديمة، والذي أكد أن مهنة المقرقراتي أصبحت على وشك الاندثار، فالقرية كاملة لايوجد بها سواء شخصين أو ثلاثة على الأكثر، وأوضح أنها كانت منتشرة قديمًا عندما كانت جميع أعمال الحصاد والدراس تعمل يدويًا دون تدخل الآلات الحديقة التي يستخدمها المزارعين والتي تأتي في مقدمتها الدراسة والحصاده، وعلى الرغم من ذلك إلا أن المهنة ما زال لها دور في عملية الدراس، وهي تنظيف الغلال التي تتساقط من آلة الدراس أو تختلط بها الأتربة والحصى والشوائب.
تنظيف الغلال من الأتربة والحصي
وحول تفاصيل المهنة يوضح «عطيات» أنه يستخدم مجموعة من الغرابيل بأحجام مختلفة، ويقوم بجلب الغلال التي اختلطت عليها الأتربة أو الطين من الزراعات بإعادة كربلتها من خلال أحجام الأسلاك المختلفة بالغرابيل ويقوم بذلك عدة مرات بتركيز كبير مستخدما عكس اتجاه الرياح، لأن الطين الثقيل يسقط أسفله، أما الغلال تتطاير حتي يصل إلى المرحلة الأخيرة من خلال الغربل الذي فتحاته مثل حبات القمح، ومن ثم تخرج الغلال كما هي دون أي أتربة أو شوائب أو حصى، وتلك المهمة تحتاج إلى المهارة والخبرة الكبيرة.