مخبز نجع عون.. "أكل العيش مش بالساهل"
شعروا بسعادة شديدة بإقامة مخبز على أرض نجعهم البائس، بعد أن تثاقلت أقدامهم في السير 10 كيلومترات يوميًا للوصول إلى أقرب مخبز بقرية أبيس المجاورة لهم، إلا أن مجرد تفكير أحدهم في حرمانه من الخبز ثانية يجعل 6 آلاف نسمة لا يذق طعم الراحة خشية توقف الدعم المالي من أهل الخير الذي كان سببًا في حصولهم على 8 أرغفة لكل أسرة، بعد 40 عامًا من المعاناة.
عم "حسن التاج" قضى في نجع عون قرابة نصف عمره البالغ الـ80 بقليل، رغم تقدم سنه يضطر إلى قطع مسافة يومية شاقة للحصول على الخبز لمنزله، "طبيعة النجع منطقة عشوائية تجتذب ناس نتيجة رخصها، دخل معظمنا لا يزيد على 10 جنيهات يومية"، بحسب "حسن" مؤكدًا أن المنطقة الزراعية التي يسكنها 80 أسرة من العرب والصعيد والفلاحين يعمل معظمهم في الزراعة، لا يقدرون أيضًا على صناعة الخبز في منازلهم، "سعر الأنبوبة يزيد على 100 جنيه".
إقامة مخبز لأهل القرية فكرة استهوت "وليد الديب" الشاب الذي يعمل بشكل فردي في مجال التطوع، "عرفت بوجود 100 متر موجودة في القرية وطلبت من المحافظ استغلالها في إقامة فرن"، ألف جنيه يوميًا من تبرعات أهل الخير كفيلة بإنقاذ القرية وتغطية احتياجات الأسر المستحقة في ظل غياب منظومة الدعم التي لم تصل القرية بحجة أنها واقعة إداريًا بين محافظتي الإسكندرية والبحيرة، مضيفًا: "بدأنا في المشروع من شهر، كل ما نحتاجه 3 أجولة دقيق، علاوة على أجرة الخبَّاز الواحد وهي 50 جنيهًا مع توفير البوتاجاز اللازم".
يبدي "وليد" تخوفًا من توقف الدعم عن القرية، وذهاب فرحتهم بلا عودة، بحسب الشاب الثلاثيني: "الدعم ده حتى لو استمر شهور لا بد أنه سيتوقَّف هو مجرد نموذج ولفت أنظار للدولة وحل مؤقت للأهالي".