رئيس جمعية الصحفيين العمانية السابق لـ«الوطن»: زيارة السلطان هيثم لمصر تاريخية
«باقوير»: العلاقات بين مسقط والقاهرة ممتدة الجذور منذ 3500 عام
عوض سعيد باقوير
وصف المحلل السياسي العُماني، عوض سعيد باقوير، الرئيس السابق لجمعية الصحفيين في مسقط، زيارة السلطان هيثم بن طارق إلى مصر بأنها «تاريخية»، مؤكداً أن العلاقات بين مصر وسلطنة عُمان تضرب بجذورها منذ أكثر من 3500 عام، حيث بدأ التبادل التجاري بين البلدين، مضيفًا أن الزيارة تفتح آفاقاً جديدة للعلاقات العمانيه المصريه في كل المجالات الدبلوماسيه والاقتصادية والثقافيه والتعليميه والإعلامية.
وأكد الصحفي والمحلل السياسي العُماني، في حوار مع «الوطن»، بمناسبة زيارة السلطان هيثم بن طارق للقاهرة، أن هناك الكثير من الملفات التي كانت على طاولة المناقشات بين القائدين في مجالات متنوعة، ما بين الاقتصادية والسياسية والثقافية والتعليمية.. وإلى نص الحوار:
في البداية كيف ترى الزيارة السلطان هيثم بن طارق لمصر، وكيف تنعكس على تطور العلاقات بين البلدين؟
تكتسب زيارة السلطان هيثم بن طارق، سلطان سلطنة عمان، إلى جمهورية مصر العربية، ولقاؤه الأخوي مع الرئيس عبدالفتاح السيسي، أهمية خاصة، كونها الزيارة الرسمية الأولى للسلطان هيثم بن طارق إلى دولة عربية خارج منظومة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربيه، كما أن العلاقات العمانيه المصريه تعد علاقات تاريخية، تمتد على مدى 3500 عام، حيث بدأ التواصل الحضاري بين الحضارة الفرعونية المصرية والحضارة العمانية، وكان اللبان العماني، الذي يصدر من ظفار جنوب سلطنة عمان، هو سلعة استراتيجية ربطت بين مصر وسلطنة عمان.
وتواصلت العلاقات العمانيه المصريه واتسمت بالانسجام السياسي، ولايزال الشعب المصري يتذكر بكل الوفاء والاعتزاز بموقف السلطان قابوس بن سعيد، طيب الله ثراه، عندما رفض قطع علاقات سلطنة عمان مع جمهورية مصر العربية بعد توقيع اتفاقية السلام مع إسرائيل، حيث استطاعت مصر استرداد كل أراضيها من إسرائيل، خاصة سيناء، ومن هنا تعززت آفاق العلاقات العمانية المصرية في كل المجالات الديبلوماسية والاقتصادية والثقافيه والتعليميه والإعلامية.
كيف ترى العلاقات الاقتصادية بين مصر وعُمان حاليا؟
هناك تعاون بين البلدين، سواء في عمليات الاستيراد والتصدير، كما أن القطاع الخاص في البلدين يمارس دوره، حيث توجد في سلطنة عمان أكثر من 700 شركة مصرية تمارس أنشطتها في مجالات الإنشاءات والاستثمار السياحي، وهناك استثمارات عمانية في الشقيقة مصر، وأتصور أن هناك فرص واعدة لتعزيز العلاقات العمانية المصرية.
في رأيك ما هي أهم الملفات التي جرى مناقشتها بين القائدين؟
هناك ملفات هامة وحيوية تتصدر لقاء السلطان هيثم بن طارق، سلطان سلطنة عمان، والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، خاصة الملف الاقتصادي، وتحديداً في قطاعات الاستثمار والطاقة المتجددة وفي القطاع اللوجستي، بالإضافة إلي المناقشة في مجال السياحة، حيث تعد مصر ذات خبرة واسعة في هذا المجال.
كما ان ملف الأمن الغذائي يُعد من الموضوعات الأساسية خاصة المجال الزراعي، بالإضافة إلى مناقشة ملفات التعليم والثقافة والإعلام وفي مجال التشريعات والقضاء، مما يعني أن هناك عوامل يمكنها أن تدفع بالعلاقات العمانية المصرية إلى مزيد من التقدم والازدهار.
من وجهة نظرك، ما هي أبرز الملفات الاقتصادية ذات الاهتمام المشترك بين البلدين؟
هناك العديد من الملفات تمت مناقشتها في المجال الاقتصادي، منها المناطق الاقتصادية، وربطها من خلال الملاحة البحرية، حيث يتمتع البلدان الشقيقان بموقع استراتيجي على البحار المفتوحة، حيث تقع مصر على البحرين الأحمر والأبيض المتوسط، فضلاً عن قناة السويس ذات الأهمية التجارية الدولية، وهناك موقع سلطنة عمان الفريد على بحر عمان وبحر العرب والمحيط الهندي، وهناك الممر البحري الهام وهو مضيق هرمز، الذي تمر عبره النفط والغاز من دول مجلس التعاون لدول الخليج العربيه إلى آسيا وأوروبا والولايات المتحدة الأمريكية، ومن هنا، فإن هذه الملفات تعد على جانب كبير من الأهمية، لتعزيز التعاون في هذه المجالات الحيوية.
ماذا عن الملفات السياسية التي تم مناقشتها خلال الزيارة؟
هناك تطابق واضح بين الدبلوماسيه العمانية والمصرية، حيث تلعب القاهرة ومسقط أدواراً إيجابية على صعيد العلاقات العربية العربية، ولاشك أن عودة سوريا إلى عضوية الجامعة العربية، تعد واحدة من جهود البلدين الشقيقين، كما أن هناك تطابق في قضية سد النهضة، التي تمثل أحد القضايا الاستراتيجية لمصر، كذلك بالنسبة للسودان، إضافة إلى الملف اليمني، وبقية القضايا العربية، وتعد العلاقات العمانية المصرية علاقات نموذجية، وسوف تتواصل على كل المستويات.