حسناً فعلت وزارة الشباب والجهات الحكومية المعنية ببدء تشغيل واستغلال المدينة الرياضية بالعاصمة الإدارية الجديدة، وحسناً فعل اتحاد كرة القدم بإقامة المنتخب القومى لكرة القدم معسكره التدريبى بها، استعداداً لمنافسات كأس الأمم الأفريقية.
وحسناً فعل السيد رئيس الجمهورية بزيارة المنتخب القومى لكرة القدم قُبيل مغادرته القاهرة للمشاركة فى منافسات البطولة.
المغزى من افتتاحية هذا المقال ليس الكلام أو الإشادة بزيارة السيد الرئيس لمعسكر المنتخب القومى لكرة القدم قُبيل توجّهه للمشاركة فى منافسات كأس الأمم الأفريقية مطلقاً، ليس هذا الهدف وإن كان الكلام عن زيارة السيد الرئيس لمعسكر المنتخب القومى ودعمه المعنوى لأفراد البعثة لتشجيعهم على بذل أقصى الجهود لإرضاء الشعب المصرى، أمر مهم ومحل تقدير، ولكن ما أردت الكتابة عنه والتركيز عليه، هو العاصمة الإدارية الجديدة، التى أرى أنها تحتاج إلى ابتكار برنامج ترويجى متعدّد يوفّر لها الترويج المناسب، باعتبارها مشروعاً تنموياً اجتماعياً اقتصادياً استثمارياً ضخماً يؤذن بدخول مصر إلى مرحلة جديدة.
وقد تصادف قبيل أسابيع قليلة، خلال لقاء مع أحد الأصدقاء، أن تطرّق الحديث بيننا إلى العاصمة الإدارية الجديدة، وما تم إنجازه على أرضها من إنشاءات ومشروعات مختلفة ومنوعة، واتفقنا على أن هذا الإنجاز لا يلقى الترويج المناسب له ولحجمه من مختلف النواحى، توافقنا على أن هناك محاولات للترويج، ولكنها ليست بالقدر المطلوب.
وبدأنا، صديقى وأنا، فى إطلاق العنان لخيالاتنا لوضع المزيد والمزيد من الأفكار التى تُحول العاصمة الإدارية الجديدة من مشروع تحت التنفيذ إلى إنجاز حقيقى موجود على أرض الواقع، وأجمل وألخص مناقشاتنا وتوقعاتنا، وربما اجتهاداتنا وأقول:
لمَ لا تتم دراسة وضع تنظيم جديد لاستقبال رحلات الطيران الوافدة، فيصبح مطار العاصمة الإدارية مقصداً ومنفذاً ضمن المطارات المصرية التى تستقبل السياح والزائرين، وقد يتطلب تنفيذ هذه الخطة تقديم محفّزات وتسهيلات لشركات الطيران وشركات السياحة والجهات المعنية، لضمان استجابتها لنقل عمليات وصول ومغادرة رحلاتها أو أفواجها السياحية إلى مطار العاصمة.
أيضاً.. يجب أن يتم الإسراع فى التشغيل العاجل للمرافق السياحية والفندقية المقامة بالفعل ضمن المنشآت التى تمت إقامتها فى المرحلة الأولى للعاصمة الإدارية، فطالما أننا سوف نستجلب رحلات سياحية إلى مطار العاصمة، فمن المحتم أن نوفّر أماكن للإقامات، فنادق ومنتجعات.
أيضاً لمَ لا نُسرع بتشغيل حى المال والأعمال المقام على مساحات واسعة فى المرحلة الأولى للعاصمة الإدارية، والتشغيل المقترح يعنى أن تنتقل كل الجهات المعنية بحركة المال والأعمال إلى العاصمة الإدارية الجديدة، ولا بأس أن نبدأ بالجهات الحكومية أو المملوكة للدولة، فى الوقت ذاته نحرص على أن ندفع الجهات الخاصة العاملة فى مجال المال والأعمال بسرعة نقل جميع عملياتها إلى العاصمة الإدارية.
أيضاً.. المرافق العلاجية والخدمية وغيرها المقامة بالعاصمة الإدارية يجب أن تدخل الخدمة فوراً، مهما كانت نسب تنفيذ مقارها أو الأدوات اللازمة للتشغيل.
وما أطالب به لكل الأجهزة والكيانات التى أشرت إليها آنفاً، وربما التى لا يتسع المجال هنا لحصرها على سبيل التحديد، أطالب به كذلك للبرلمان ولباقى الأجهزة العليا فى البلاد.
يجب ألا نكتفى بنقل جميع مقار الوزارات إلى العاصمة، وبدء العمل من هناك، وإن كان هذا الأمر مهماً.. ولكن عمل الحكومة وحدها من العاصمة الإدارية ليس كافياً لدفع عجلة الحياة بالعاصمة الإدارية للدوران بقوة لسرعة الدخول فى المرحلة الجديدة لمصر.
الحقيقة أن السعى الدؤوب لتشغيل العاصمة الإدارية بكل مرافقها، إضافة إلى أنه ترويج مطلوب ومهم لهذا المشروع بالغ الضخامة، فهو رد بالغ الحسم على كل من يتشكّك أو يقلّل من قيمة إنجاز هذا المشروع.. العاصمة الإدارية الجديدة.