فى نعى "أقدم وزير خارجية بالعالم": كاريزما.. وعقل كبير
نعى العالم، أمس، رحيل وزير الخارجية السعودى السابق، الأمير سعود الفيصل، أقدم وزير خارجية فى العالم، حيث نعى الرئيس الأمريكى باراك أوباما وزير الخارجية السعودى، الأمير سعود الفيصل، الذى وافته المنية أمس الأول، عن عمر 75 سنة. وقال «أوباما»، فى بيان للبيت الأبيض، أمس، إن «أجيالاً من القادة والدبلوماسيين الأمريكيين استفادوا من وجهة نظر الأمير سعود الفيصل العميقة ومن شخصيته الكاريزمية واتزانه وخبراته الدبلوماسية». وأضاف أن «الأمير الراحل كان ملتزماً بأهمية العلاقات السعودية - الأمريكية وسعيه إلى تحقيق الاستقرار والأمن فى الشرق الأوسط وما بعدها»، مؤكداً أن العالم أجمع سيذكر تاريخه. وأعرب وزير الخارجية الأمريكى، جون كيرى، عن تعازيه للعاهل السعودى الملك سلمان بن عبدالعزيز والشعب السعودى، قائلاً إن «الأمير الراحل كان يتمتع بخبرات واسعة ودفء شخصى وكرامة عظيمة ومنظور قوى استطاع من خلاله خدمة بلاده بولاء كبير».
كان «الفيصل» تُوفى مساء أمس الأول إثر إصابته بوعكة صحية، ووصفه بيان الديوان الملكى السعودى بأنه كان «رمزاً للأمانة والعمل الدؤوب لتحقيق تطلعات قيادته ووطنه وأمته». وعانى «الفيصل» فى أيامه الأخيرة من مشاكل صحية عدة، لا سيما من صعوبات فى المشى والكلام، وخضع فى يناير الماضى لعملية جراحية فى ظهره بالولايات المتحدة، وكتب ابن شقيقه سعود محمد العبدالله الفيصل على «تويتر»: «إنا لله وإنا إليه راجعون.. عظم الله أجر الوطن وأسأل الله أن يغفر لسيدى الأمير سعود الفيصل وأن يتقبله قبولاً حسناً وأن يرزقه الجنة». ونعى الأمين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربى، رحيل «الفيصل»، وأعرب عن «حزنه العميق لفقدان الدبلوماسية العربية والدولية فارساً نبيلاً وشجاعاً، طالما دافع عن قضايا أمته بكل شجاعة وبسالة، وقاد دبلوماسية المملكة بكل كفاءة واقتدار على مدى 4 عقود». وأعربت السفارة الألمانية فى الرياض عن تعازيها، ووصفت وزير الخارجية السابق بـ«رجل الدولة الذى يحظى بالتقدير»، كما بعث العاهل المغربى الملك محمد السادس برقية تعزية، أمس، إلى خادم الحرمين الشريفين أعرب فيها عن بالغ حزنه ومواساته فى وفاة الأمير سعود الفيصل، مقدماً تعازيه لخادم الحرمين الشريفين ولجميع أفراد الأسرة الملكية وللشعب السعودى الشقيق، متمنياً أن يلهمهم الله الصبر وحسن العزاء. ونعت السعودية أيضاً وزير خارجيتها السابق الأمير سعود الفيصل.
ونعى وزير الشئون الخارجية والتنمية الدولية الفرنسى، لوران فابيوس، الأمير الراحل، وقال فى بيان، مساء أمس الأول، إنه تلقى ببالغ الحزن والأسى نبأ وفاة الأمير سعود الفيصل الذى قاد السياسة الخارجية للسعودية على مدى أربعين عاماً، وعمل بلا كلل من أجل السلام والاستقرار فى الشرق الأدنى والأوسط، وأشار الوزير الفرنسى إلى تمسك الأمير سعود الفيصل الشديد باستقلال وسيادة المملكة، منوهاً بما يحظى به من مكانة عالية مُعترف بها عالمياً، مما مكنه من إسماع وجعل صوت بلاده محل احترام فى كل مكان. وأكد «فابيوس» أن بلاده تخسر برحيل الأمير سعود الفيصل «المهندس الدؤوب للصداقة والتعاون بين فرنسا والسعودية»، مشيراً إلى أنه فى هذه اللحظة المؤلمة جداً يُعرب لأقربائه وللعائلة المالكة وللسلطات والشعب السعودى عن تعاطفه العميق. وبعث الرئيس العراقى، فؤاد معصوم، برقية عزاء إلى خادم الحرمين وقال إن «التاريخ سيحفظ للأمير سعود الفيصل ما قدمه خلال حياته من أدوار حيوية ومسئولة فى تاريخ المملكة العربية السعودية والمنطقة».. وأعرب عن تعازيه لعائلة الفقيد والشعب السعودى، داعياً الله أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته. كما نعى أمين عام جامعة الدول العربية السابق، عمرو موسى، إلى الأمة العربية وزير الخارجية السعودى السابق، الأمير سعود الفيصل، وقال «موسى»: «أنعاه صديقاً عزيزاً وأميراً محترماً وزميلاً قديراً ووطنياً عربياً مخلصاً ورائداً من رواد الدبلوماسية على مستوى عالمى رفيع»، وأضاف «موسى» أن الأمير سعود الفيصل «قاد الدبلوماسية السعودية لعقود عديدة، وأظهر فى ذلك قدرات فذة، فاكتسب احترامَ وود كل من زاملهم أو عمل معهم.. نهلوا من بحر معرفته واطمأنوا إلى نبل شخصه وجم أدبه».
ونعت منظمة «التعاون الإسلامى» الأمير سعود الفيصل، وعبر الأمين العام للمنظمة، إياد أمين مدنى، عن عميق حزنه لوفاة «أمير الدبلوماسية العربية وفارس السياسة السعودية وحكيمها»، وقدم الأمين العام خالص تعازى منظمة «التعاون الإسلامى» وتعازيه إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود والأسرة المالكة وأبناء وأسرة الفقيد وإلى أبناء المملكة العربية السعودية والأمة الإسلامية. كما نعى سفير مصر لدى الرياض، عفيفى عبدالوهاب، سعود الفيصل، ووصف «عفيفى» فى تصريحات لوكالة أنباء «الشرق الأوسط»، وفاة الأمير سعود الفيصل بـ«الفقد الفادح والغالى والعظيم علينا جميعاً ليس فقط على المملكة بل على مصر نفسها».