بالفيديو| "تنظيم 65".. تهمة وضعت حبل المشنقة حول رقبة "قطب"
تعرف على التهمة التي تسببت في إعدام "سيد قطب"
سيد قطب
تمر اليوم الذكرى الـ49 على إعدام أشهر قيادي بجماعة الإخوان، سيد قطب، فهو كاتب وأديب ومنظر إسلامي، وعضو سابق في مكتب إرشاد الجماعة، ورئيس سابق لقسم نشر الدعوة في الجماعة ورئيس تحرير جريدة الإخوان المسلمين، والذي تم إعدامه على خلفية كتب ومقالات وآراء سياسية معادية لحكم الرئيس جمال عبد الناصر ومحرضة على العنف.
وبدأت القضية الأشهر في تاريخ جماعة الإخوان، والتاريخ المعاصر بشكل عام، في الوقت الذي كانت فيه علاقة سيد قطب بالإخوان المسلمين من خلال مشاركته في تشكيل الهيئة التأسيسية لجماعة الإخوان، وكان قطب المدني الوحيد الذي كان يحضر اجتماعات مجلس الثورة التي قام بها الضباط الأحرار بقيادة محمد نجيب، ولكنه سرعان ما اختلف معهم على منهجية تسيير الأمور، ما اضطره إلى الانفصال عنهم.
بدأ مشوار اعتقال قطب بعد عدم تأييده لقيادة لثورة 23 يوليو، وجملته الشهيرة "إقامة النظام الإسلامي تستدعي جهودا طويلة في التربية والإعداد وأنها لا تأتي عن طريق إحداث انقلاب"، وبعدها حادث محاولة اغتيال الرئيس الراحل جمال عبدالناصر والذي عُرف باسم "حادث المنشية"، عام 1954، والتي تم اتهام فيها ألف شخص ممن ينتمون لجماعة الإخوان، وحُكم فيها على سيد قطب بالسجن 15 عاما.
وفي عام 1964، تم الإفراج عن قطب، بموجب العفو الصحي، وكان من المفترض أن تهدأ الأوضاع لفترة لكن أفكاره أشعلت الوضع، ما أدر لإلقاء القبض على أخيه محمد قطب في 1965م.
فيما حاول "سيد" إصلاح الوضع، وبعث برسالة احتجاج إلى المباحث العامة فقبض عليه هو الآخر في 9 أغسطس عام 1965 م، وقدم مع كثير من الإخوان للمحاكمة وحكم عليه وعلى 7 آخرين بالإعدام، وقال وقتها إنه يتعرض لضغوطات من السلطات للرجوع عن آراءه طوال الوقت: "إن السبابة التي ترتفع لهامات السماء موحدة بالله عز وجل لتأبى أن تكتب برقية تأييد لطاغية ولنظامٍ مخالف لمنهج الله الذي شرعه لعباده".
تنظيم 65، كان الاتهام الذي أودى بحياة سيد قطب، والعديد من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين بمحاولة إحياء التنظيم الخاص، وتم تحويل القضية إلى محكمة أمن الدولة العليا، وتم تقسيم المعتقلين إلى 4 مجموعات، أكبرها وأشهرها المجموعة الأولى وكان على رأسها سيد قطب.
وكان نص الاتهام في أوراق القضية رقم 12 لسنة 1965م: "المتهمون في الفترة من سنة 1959 حتى آخر سبتمبر 1965 بالجمهورية العربية المتحدة وبالخارج حاولوا تغيير دستور الدولة وشكل الحكومة فيها بالقوة، بأن ألفوا من بينهم وآخرين تجمعا حركيا وتنظيما سريا مسلحا لحزب الإخوان المسلمين المنحل يهدف إلى تغيير نظام الحكم القائم بالقوة، باغتيال السيد رئيس الجمهورية والقائمين على الحكم في البلاد وتخريب المنشآت العامة وإثارة الفتنة في البلاد".
وأضاف نص الاتهام، "أن أعضاء الجماعة تزودوا في سبيل ذلك بالمال اللازم، وأحرزوا مفرقعات وأسلحة وذخائر، وقاموا بتدريب أعضاء التنظيم على استعمال هذه الأسلحة والمفرقعات، وحددوا أشخاص المسؤولين الذين سيجري اغتيالهم، وعاينوا محطات توليد الكهرباء والمنشآت العامة التي سيخربونها، ورسموا طريقة تنفيذ ذلك، وتهيأوا للتنفيذ الفعلي، وعينوا الأفراد الذين سيقومون به، ومنع ضبطهم إتمام مؤامراتهم، وكان المتهمون السبعة الأول هم المتولين زعامة التنظيم".
تعددت روايات لحظة إعدام سيد قطب، لكن من أشهرها أنه كان يبتسم عندما كان يتوجه إلى المشنقة ابتسامةً عريضة نقلتها كاميرات وكالات الأنباء الأجنبية، حتى إن الضابط المكلف بتنفيذ الحكم سأله: "من هو الشهيد؟!"، فرد عليه سيد قطب "هو من شهد أن شرع الله أغلى من حياته"، وقبل أن ينفذ الحكم جاءوه برجل من رجال الأزهر فقال له "قل لا إله إلا الله" فرد عليه سيد قطب: "وهل جئت هنا إلا من أجلها" وتم تنفيذ حكم الإعدام في سيد قطب فجر يوم الإثنين الموافق 29 أغسطس 1966م.