تعبت من «الفصال».. كله شمال يا صاحبى
أبوزيد
وسط الزحام الشديد بسوق السيدة العائشة، اعتاد أبوزيد زكى، بائع أحزمة، على مناهدة الزبائن الذين يفاصلونه عند شرائهم منه، إلا أن الفصال الزائد عن الحد جعله يهتف فى المارة «قرب قرب الحزام بعشرة بس»، ليؤكد للمواطنين أنه لا فصال وأن سعر الحزام 10 جنيهات ولا يقبل الزيادة أو النقصان، إلا أن كلامه لم يجد جدواه ولم يشفع لدى الزبائن الذين يفاصلون، وبعد أن يرهقوه فصالاً ينصرفوا دون أن يشتروا منه شيئاً.
الضغط النفسى الذى يقع على «أبوزيد» يومياً جعله يفكر كثيراً فى إسكات الزبائن، من خلال إلصاق ورقة بقيمة 10 جنيهات على جبهته، حتى يوفر على الزبائن سؤالهم عن سعر الحزام، فيلوح بيده على جبهته «الزبون بيغلّبنى، ربنا يتوب علينا من الشغلانة دى»، قالها أبوزيد، الذى ارتدى «تى شيرت»، مكتوباً عليه «كله شمال يا صاحبى»، للتعبير عن معاناته خلال 14 عاماً، حيث ذبُلت قدماه بحثاً عن وظيفة عقب حصوله على شهادة دبلوم الزراعة، علها تنتشله من اللف فى الأسواق.
كل ما يشغل بال الشاب الثلاثينى خلال يومه، هو توفير مصاريف أسرته، فمكسبه فى الحزام الواحد نصف جنيه أو جنيه، فرغم صعوبة الحياة التى يعيشها «أبوزيد» فإنه يشفق على الغلابة، وأنه أعلم بحالهم ويقدّر فصالهم فى بعض الأحيان «زمان كنت ببيع الحزام بـ4 جنيه كانت الناس مش بتفاصل والمكسب كان كبير، لكن دلوقتى الناس بتعانى من ارتفاع الأسعار ومشاكل فى التعليم والأكل والشرب والمواصلات».
عودة المشاريع إلى أسيوط، حيث مسقط رأس «أبوزيد» هى الأمنية التى يحلم بها الشاب الثلاثينى، حتى لا يفكر الشباب فى الهجرة إلى القاهرة للبحث عن عمل: «حالى زى حال كتير غيرى تايه فى شوارع القاهرة».