«جيلى» على موائد عزاء: «الحزن فى القلب»
مأكولات وحلوى يقدمها أهالى «المجورة» فى الأفراح والمآتم
دهشة واضحة بدت على وجه «عمرو محمد»، 36 عاماً، حين ذهب لتأدية واجب العزاء فى أحد أقارب أصدقائه فى قرية «المجورة» بالفيوم، ففوجئ بتقديم أطباق «جيلى» وحلوى على مائدة العزاء، ليختلط عليه الأمر ويبدو المشهد وكانه فى حفل زفاف أو مناسبة سعيدة.
«محاشى، مكرونة، أرز، طواجن، حلويات وفاكهة بكل أنواعها» أصناف اعتادت قرية «المجورة» تقديمها للزوار فى المناسبات المختلفة، السعيدة والمؤسفة، الأمر الذى لا يستوعبه البعض ومنهم «عمرو»، قائلاً: «أنا من القاهرة وليا أصحاب كتير فى أكتر من بلد، بسافر ليهم فى المناسبات، وعارف إنهم لازم يأكلوا الناس اللى بتجيلهم، لكن أول مرة أشوف ناس بتقدم جيلى فى العزاء».
اندهاش «عمرو» من العادات غير التقليدية، التى شاهدها أثناء تأدية واجب العزاء، دفعه إلى سؤال صديقه عن الهدف من تلك العادة: «أول ما شوفت الترابيزة عليها حلويات سألته: إزاى بتقدموا حاجات حلوة وخالك ميت، ده معناه إنكم مش زعلانين زى ما إحنا متعودين، لكن عرفت منه إن الأكل عندهم ملوش علاقة بالأكل».
عادة قرية صديق «عمرو» دفعته للتفكير فى الأمر، والاقتناع بأن الحزن مكانه القلب، بدلاً من التضييق على الناس فى مراسم العزاء والمآتم: «ناس بسيطة وجميلة وعارفين إزاى يفصلوا بين الحزن والحياة، وده مش معناه إنهم فرحانين فى قريبهم اللى مات، الفكرة أنهم مدخلوش الحزن فى الأكل واللبس زى ما الكل بيعمل، وعلى قد ما استغربت من الموقف فى الأول، لقيت فيه حاجة مختلفة وإيجابية فى النهاية».