أزمات منتجى الألبان تتواصل.. والشركات ترفض الاستلام
أحد المنتجين أثناء ملء خزان باللبن
أزمة جديدة يواجهها منتجو الألبان فى بداية موسم الشتاء عقب زيادة الإنتاج، حيث مارست الشركات ضغوطاً على المربين والمزارعين برفض تسلم الكميات المنتجة بهدف تخفيض سعر الكيلو من 5 جنيهات و65 قرشاً إلى 5 جنيهات فقط، لتحقيق أرباح طائلة على حساب المزارع والمستهلك، وسط غياب تام للجهات الرقابية.
موزع: استغلوا زيادة الإنتاج فى بداية الموسم الشتوى لتخفيض الأسعار وتحقيق أرباح على حساب المزارع والمستهلك
فى قرية «أبشواى الملق» التابعة لمركز قطور، أكبر القرى المنتجة للألبان فى محافظة الغربية، رفض مندوبو الشركات تسلم الألبان من المزارعين والمربين بالسعر القديم، مستغلين زيادة الإنتاج فى بداية موسم الشتاء بسبب تناول الماشية محصول البرسيم. وقال شريف الخياط، موزع ألبان بالقرية، إن الشركات المنتجة رفضت تسلم الألبان بالسعر القديم، 5 جنيهات و65 قرشاً للكيلو، لافتاً إلى أن أصحاب الشركات اتفقوا فيما بينهم على تخفيض سعر كيلو اللبن إلى 5 جنيهات، وهو ما يعنى تكبد الموزعين والمربين خسائر مالية فادحة: «لدى 25 طن لبن، جمعتهم من الفلاحين بالسعر القديم، وفوجئت أثناء توزيعها على شركات إنتاج مشتقات الألبان بتخفيض السعر إلى 5 جنيهات بدون مبرر.. اللبن بقى له 3 أيام، مفيش شركة عاوز تستلمه».
وأضاف أن المبردات والخزانات الاحتياطية امتلأت عن آخرها، ما دفع الموزعين إلى رفض تسلم الألبان من الفلاحين فى القرية.
وأوضح أن معامل «الجبن الرومى» رفضت أيضاً تسلم الألبان بأسعار أعلى من 5 جنيهات، رغم أنها صناعة موسمية تبدأ من شهر 11 وتنتهى فى منتصف شهر فبراير، ويسيطر عليها نحو 15 شخصاً على مستوى الجمهورية، وهدفهم تخفيض سعر كيلو اللبن إلى 5 جنيهات، على أن تكون تكلفة كيلو الجبن الرومى فى النهاية 45 جنيهاً، ثم تخزينها لمدة شهرين وبيعها بسعر 65 جنيهاً للكيلو، محققين أرباحاً طائلة.
وأشار محمد إبراهيم، موزع ألبان، إلى أن بيع الألبان فى مصر تحكمه المصلحة الخاصة للشركات والقبول والرضا من الشركة على الموزع، فى ظل غياب تام للحكومة، موضحاً أن الموزعين تكبدوا خسائر فادحة على مدار 3 أيام بداية من شهر ديسمبر الحالى، بسبب رفض الشركات تسلم الألبان بسعر 5 جنيهات و65 قرشاً للكيلوجرام: «فجأة ودون سابق إنذار قررت الشركات تخفيض سعر الكيلو وفى الوقت نفسه لم نشهد أى تخفيض فى أسعار منتجات الشركات سواء الألبان أو الجبن، أو الزبادى»، مطالباً بتدخل الحكومة لحل الأزمة قبل تفاقمها ووضع آليات تنظم عملية بيع الألبان فى مصر، وحماية المربين والمزارعين من جشع الشركات.
فيما قال فتحى هانى، رئيس جمعية الثروة الحيوانية بإبشواى الملق، إن نسبة إنتاج الألبان تزيد فى موسم الشتاء إلى 120 ألف كيلوجرام لبن فى اليوم بالنسبة لإنتاج القرية، عن باقى فصول السنة التى لا تتخطى فيها نسبة الإنتاج 70 ألف كيلوجرام فى اليوم الواحد.