نائب "الأعلى للشؤون الإسلامية": بعض الدول تعمل ليل نهار لصناعة الإرهاب
عبد الرحمن بن محمد بن راشد ال خليفة
قال عبدالرحمن بن محمد بن راشد آل خليفة نائب رئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية: "أمتنا الإسلامية تعاني اليوم من الإرهاب المجرم، الذي يريد لها أن تتآكل من الداخل، وهذا الإرهاب ليس ظاهرة عارضة أو عفوية، بل هو اليوم صناعة شديدة الخطورة والتعقيد والتأثير، وتعتمد على البرمجة الذهنية والنفسية باحترافية عالية، وبدهاء ومكر كبيرين".
وأضاف نائب رئيس المجلس، في تصريح خاص لـ"الوطن"، "في العالم اليوم جهات ومؤسسات، بل وللأسف بعض الدول، تعمل ليلَ نهار، وعبر دراسات دقيقة واستراتيجية، على صناعة الإرهاب، وتصديره إلى أمتنا ودولنا، للإضرار بها، وتهديد حاضرها ومستقبلها، كما تعمل على خلق مناهج عقائدية خطيرة، لتغذية الإرهابيين بطريقة تعزلهم عن أوطانهم ومجتمعاتهم؛ فكريًّا وروحيًّا واجتماعيًّا، وتوفر لهم حواضن اجتماعية آمنة، وتعيد برمجتهم تمامًا؛ بحيث تدفعهم إلى أعمال وحشية ودموية تحت شعارات وذرائع مقدسة".
وتابع: "الإرهاب الذي نشاهده اليوم، والذي اكتوى الجميع بناره في السنوات الأخيرة هو إرهاب مصنوع وعابر للحدود، ولا ينتمي إلى تاريخ هذه الأمة، ولا إلى طبيعتها الفكرية والنفسية والاجتماعية، وهو مزيج من الأفكار المتطرفة، والنفسيات المضطربة، التي زُرعت في صدور أناس فقدوا استقلالهم وعقولهم وانتماءهم، وانتظموا في مجموعات عقائدية مغلقة غسلت أدمغتهم، وخلقت لديهم مشاعر الغربة عن مجتمعاتهم، والكراهية لها".
وقال: "فينبغي على المعنيين في أمتنا أن يتكاتفوا بصدق وعزيمة ويتشاركوا معًا في القراءة والتحليل والعمل، لحماية أوطاننا وشبابنا من هذه الآفة الشيطانية، عبر سلسلة من الخطوات الجادة، وأهمها تقويم الخطاب الديني، والعناية القصوى بمنابع التربية والتعليم والثقافة في المدراس والجامعات والمناهج الدراسية، والاهتمام بالمادة الإعلامية التي تبثها وسائل الإعلام لدينا، والتصدي بكل حزم لكل من ينشر التطرف، أو يثير الكراهية والفرقة في مجتمعاتنا، ومحاصرة رؤوس الفتنة في العالم، ومراقبة حركة الأموال التي تغذِّي الإرهاب والتطرف".
واستكمل: "يجب أن يتنادى أكابر علماء الأمة من جميع طوائفها ومذاهبها للتصدي لعقيدة الإرهاب وتفكيكها، والتأصيل الجاد والمسؤول لقيم السلام والتسامح والوئام، وذلك لتفكيك هذه المنظومة الفكرية والنفسية للمتأثرين بالأفكار المتطرفة، وتجفيف جميع منابع الإرهاب، فالتحدي الأبرز والأكبر هو أن نحفظ أبناءنا وشبابنا في أحضان أوطانهم، وضمن السياق التاريخي الصحيح لأمتهم وحضارتهم".