اليوم.. هدم عشش قرية الصيادين بدمياط ضمن خطة "تطوير العشوائيات"
اليوم : هدم عشش قرية الصيادين العشوائية فى دمياط تمهي
دموع فرح مختلطة بمشاعر الحزن، سرت بين قاطني قرية الصيادين العشوائية بمحافظة دمياط، فما بين سنوات طويلة مضت عاشها الأهالي في المنطقة العشوائية بحلوها ومرها، وما بين مستقبل جديد ينتظرهم بعد تحقيق حلمهم في سكن آدمي، كانت لحظات الصمت الفارقة التي قضاها سكان المنطقة ما بين حياتين مختلفتين، حيث تبدأ المحافظة، اليوم، هدم العشش تمهيدا لإقامة مساكن جديدة للأهالي ضمن خطة تطوير المنطقة التي اعتمدتها المحافظة بعد موافقة صندوق تطوير العشوائيات.
المحافظة تتكفل بإيجارات السكن لحين الانتهاء من الأعمال .. و«عبدالحميد»: رفضت مقترحات بمنحهم مساكن بديلة
بجوار عشتها، وقفت "سميرة رمضان"، 55 عامًا، لتودع ذكريات أربعين عامًا مضت، ورغم صعوبة الحياة في هذا المسكن غير الآدمي، إلا أنها شعرت أن جزءا من حياتها سيرحل إلى غير رجعة، مؤكدة أن ما واجهته هي وأفراد أسرتها يندى له الجبين "كنا عايشين فى عشش مسقوفة بالصفيح جنبا إلى جنب مع الحشرات والفئران والقطط وفى الشتاء تتساقط الأمطار على رؤوسنا ونحن نيام، وكان كل حلمنا أن نقضى اليومين الباقين من عمرنا فى سكن نظيف".
"هبة شنشن"، 35 عامًا، مُدرسة، قالت: "عشنا فى وضع لا يرقى إلى الآدمية، قديما كنا نقيم فى مدينة عزبة البرج ثم اضطررنا للعيش فى عشة، وكافحت والدتي ووالدي، لنتمكن من استكمال تعليمنا، ومع تدهور مستوى المعيشة عجزت أنا وزوجي عن سداد إيجار الشقة، وعدت للإقامة مع والدتي فى العشة التي ولدت وتربيت فيها".
«أتيت قبل سنوات طويلة من الصعيد لدمياط بعدما تزوجت وأنجبت أبنائي، وعشت فى تلك العشة منذ 35 عامًا، تحملت الذل والهوان والمرض من تربيتهم، وطوال السنوات الطويلة الماضية لم يسئل عنا أي مسئول»، قالتها صباح علي، ربة منزل معبرة عن معاناتها طوال السنوات الماضية، معتبرة أن صوتها وصل أخيرا للمسئولين، الذين اتخذوا قرارا بتطوير المنطقة.
من جهته سلّم الدكتور إسماعيل عبد الحميد، محافظ دمياط، سكان قرية الصيادين العشوائية في مدينة رأس البر أمر الدفع وصورة من التعاقد، قبل هدم العشش تمهيدا لبناء مساكن جديدة، وقال إنه تم زيادة التمويل اللازم لعملية التطوير من 25 إلى 35 مليون جنيه لبناء 10 عمائر جديدة على أحدث طراز، ومن المقرر البناء في المكان ذاته لأول مرة، لافتا إلى رفضه كل المقترحات الخاصة بإقامة مساكن شعبية للصيادين في مكان آخر، وتحويل المكان إلى موقع استثماري، فضلا عن تكفل المحافظة بسداد قيمة إيجارية ٩٦٠٠ جنيه لمدة عام عن كل أسرة لحين انتهاء أعمال التطوير.