قعدة ونس تجمع الثنائى «عبدالحميد» و«عبدالرحيم»: بنتحسر على أيام زمان
«عبدالحميد» و«عبدالرحيم» على رصيف ميدان النوبة
حولا الرصيف المواجه لميدان النوبة بمركز قوص جنوب قنا، إلى ملتقى يشهد على قصة صداقتهما، فعلى مدار 10 سنوات اعتادا أن يلتقيا يومياً فى هذا المكان، يختلسان قسطاً من الراحة بعيداً عن ضجيج المنازل وزحام الأسواق، يأنسان إلى بعضهما بعد أن تزوج أبناؤهما وانشغلوا عنهما.
عبدالرحيم طه وعبدالحميد محمد، الأول 82 عاماً وكان يعمل فى المناجم، والثانى 71 عاماً، وكان يعمل فى مطاحن مصر العليا، تبدأ «قعدة الأنس» من بعد صلاة العصر مباشرة، يصطحبان بعضهما من أمام مسجد المدينة فى قلب «قوص»، كل منهما يمسك بعصا «خيزران» حتى الوصول إلى الرصيف، الذى أصبح مسجلاً باسمهما فى ذاكرة كل الأهالى: «جلستنا هنا هى المتنفس الوحيد لنا بعيد عن الوش فى المنازل، من أكتر من 10 سنين وإحنا بنقعد هنا، خصوصاً بعد ما خرجنا على المعاش وما بقاش عندنا غير الذكريات والقصص اللى بنحكى فيها».
فى السابق كان الثنائى يتجمعان على أريكة يومياً فى منطقة العويضات جنوب المدينة لمدة عامين، قبل أن ينتقلا إلى ميدان النوبة بجوار الكوبرى الجديد، ليكونا شاهدين على بنائه: «بنتكلم عن ذكريات الزمن الجميل، الزمن اللى كان كله محبة وتآخى وترابط اجتماعى بين كل المواطنين، ونقارنها بحال الناس دلوقتى، كل واحد مشغول بحياته ومشاكله، الناس انشغلت عن بعضها بالجرى ورا لقمة العيش، هيعملوا إيه، ما كل حاجة بقت غالية».
قبل أذان المغرب بنحو 15 دقيقة، تنتهى «قعدة الونس»، ويتجه الثنائى «عبدالرحيم» و«عبدالحميد»، إلى المسجد لصلاة المغرب، ثم يتوجه كل منهما إلى منزله ليتناول طعام الإفطار مع أحفاده.