بريد الوطن| أمنيات مواطن فى أيام الخير
المسجد الأقصى _ صورة أرشيفية
أجلس وأحاول أن أغمض عينى وأسافر بعيداً على قدر ما استطاعت أحلامى أن تحملنى، إلى أمنيات أراها فى اليقظة درباً من الخيال، ولكن فى الخيال احلم كما تشاء، فليس فى الخيال حد أقصى للأمانى. ذهبت بخاطرى إلى أزمنة فى عمر الزمن ليست بعيدة، رأيت أمتى التى كانت أمة وحّدتها روابط العروبة وسمو الأخلاق وحسن النبت، أمة تجمعها كلمة حق وصرخة ملهوف، أمة كانت إرادتها من رأسها وقرارها واحداً. تذكرت سوريا دولة الخلافة عندما كانت دولة تصدر منها أوامر تهز عروش إمبراطوريات وممالك، وتخيلت جنات الله فى أرضه على أرض سوريا، وكيف كانت ومضت إلى أن أصبحت حطام دولة مزقتها إرادة دول تنعم وتتلذذ بلون الدماء وحطام البشر وانهيار الحضارات. وكما كان فى بغداد حضارة نهبها التتار وأُغرق تاريخها فى الفرات وبعد عقود عاد التتار، ولكن هذه المرة على صواريخ وطائرات وحروب قذرة فأنهت دولة كانت من أعظم الدول. وأدرت خلدى إلى الأقصى الجريح الذبيح الذى ينزف يوماً بعد يوم والأمة ما زالت على حالتها تعانى موتاً إكلينيكياً، وها هو اليمن الذى كان سعيداً غابت عنه سعادته، غيبتها صراعات السلطة وإرادة دولة التتار الجديدة.. أين كنا يا أمة العرب، وإلى أى شىء أصبحنا؟ أفقت من أحلامى التى تحولت إلى كوابيس أسأل نفسى: هل هناك أمل فى إحياء هذه الأمة من جديد؟ هل هناك أمل فى أن ما تبقى منا يجمعنا؟ هل هناك أمل فى عودة إلى ماضينا العظيم؟ يا رب لك الملجأ وإليك المشتكى، أعد هذه الأمة إلى عزتها.
محمد الطرابيلى - المنصورة
يتشرف باب "نبض الشارع" باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي
bareed.elwatan@elwatannews.com