«الأقطاب الأربعة».. مشايخ تربعوا على قلوب المريدين
صورة أرشيفية
«شموس الدنيا.. بهم يهتدي الساري ويُغاث العباد»، مقولة صوفية يرددها المريدون والأتباع على الأربعة الكبار في العالم الروحاني لأتباع الطرق الـ78 في مصر والطرق الأخرى في العالم، يقول عنهم مشايخ الصوفية إنهم «الغوث» لالتجاء الملهوفين إليه، وهم «أحمد الرفاعي، عبدالقادر الجيلاني، أحمد البدوي، إبراهيم الدسوقي».
يقول عنهم محيي الدين بن عربي في كتابه «منزل القطب ومقامه»: «القطب مركز الدائرة ومحيطها ومرآة الحق، على مدار العالم له رقائق ممتدة إلى جميع القلوب الخلائق بالخير والشر على حد واحد، لا يترجح واحد على صاحبه».
الشيخ إبراهيم الباجوري، وكيل المجلس الأعلى للطرق الصوفية يؤكد أن «الأقطاب هم مشايخ الصوفية المجتهدون الذين نشروا التصوف على قواعد واسعة أكثر من أحد، وترتيبهم يبدأ بالرفاعي ثم الجيلاني والبدوي وآخرهم الدسوقي، وهناك شيخنا أبو الحسن الشاذلي الذين قيل عنه أنه «ما من شيخ إلا وتشذل»، لكن الأربعة هم الأكثر نشرا للتصوف.
وبسؤاله عن «قطب الأقطاب»، يضيف، «قطب الأقطاب لقب يقال على وراث النبي في كل عصر»، ويقول الصوفية إن مقامه «باطن نبوة محمد»، وقطب الأقطاب لا تقال على واحد من الأقطاب الأربعة بل كل واحد منهم كان قطب الأقطاب في عصره».
وينفي «الباجوري» أن يكون هناك خلل بين الأقطاب الأربعة قائلا، «مفيش اختلاف بين الأقطاب، فالإمام البيطري صاحب البردة قال، «وكلّهم من رسول الله ملتمس، غرفا من البحر أو رشفا من الدّيم» فكل واحد منهم بحر علم، وهم في حالة تكامل بينهم، فأتوا في أزمنة متفرقة ويكملون بعضهم البعض، ليوصلوا المشرب للناس، والاختلافات في الأوردة والأدعية لا تعني اختلاف بل هي تقرب إلى الله تعالى ويجتمع الأربعة على توحيد الله».
وحول وفاتهم يقول الدكتور عبدالله الناصر حلمي، الأمين العام لاتحاد القوى الصوفية، «الأقطاب ينتقلون إلى البرزخ، فكل المؤمنين كذلك، ودليلنا على ذلك قول النبي، «أرواح الاتقياء حواصل طير يطوفون حول العرش»، فكل الصالحين يعيشون كذلك، فالأقطاب مشايخنا ونحن أهل المشرب، والمشرب هو الوسيلة للتقرب من الحضرة الالهية في الرقي والسلوك العبادي بفلسفة صوفية تعتمد على تحري الصدق والبعد عن الكذب، ولدينا أربع مشارب هم «الاحمدية والجيلانية والبدوية والدسوقية»، فهؤلاء الأسياد اختصهم المولى عز وجل ليعمروا عبادات الخلق.
وبسؤاله عن سبب كونهم أربعة قال: «أربعة لان الكون مقسم لأربعة إتجاهات شمال وجنوب وشرق وغرب وكل قطب مسئول عن جزء، وكلهم متجهون إلي حضرة النبي، فالكون كله دائرة مركزها النبي الكريم، والأقطاب الأربعة كل مسئول عن زواية خاصة، ومن خلال هذه الدائرة يخرج عدد من الاولياء بعدد أيام السنة يكونون في محيط الدائرة وكلهم ينزلوا إلي سيدنا رسول الله فاذا مات منهم احد يؤخذ أحسن العامة ويوضع معهم في الرحاب».
وتابع: «هناك رأي آخر بأن الأقطاب كالملائكة الأربعة الكبار فقطب على قلب إسرافيل من حيث حصته الملكية الحامل مادة الحياة والإحساس لا من حيث إنسانيته، وقطب علي حكم جبرائيل فيه كحكم النفس الناطقة في النشأة الإنسانية، وثالث علي حكم ميكائيل فيه كحكم القوة الجاذبة فيها، ورابع علي حكم عزرائيل فيه كحكم القوة الدافعة فيها، فلذلك كان الأقطاب الأربعة مثل الأربعة ملائكة».
أحمد قنديل المستشار الإعلامي لمشيخة الطرق الصوفية: «أصل الطرق الصوفية كتاب الله وسنة رسوله الكريم، وما ينبث منه فهو يسير في نفس الإطار، وفلسفة الصوفية تعتمد علي الزهد وترك الدنيا، فكلما طهر القلب رقّ ،فإذا رقَّ راق ،وإذا راق ذاق ، وإذا ذاق فاق ،وإذا فاق اشتاق ، وإذا اشتاق اجتهد ،وإذا اجتهد هبت عليه نسائم الجنة فيفرح بالطاعة، ومن ذاق عرف، ومن عرف اغترف، ومن اغترف نال الشرف، وهذه درجات الصوفية».