قرية السيول فى قنا: هجرها الأهالى.. وسكنتها الأشباح والذئاب
أحد المنازل المهجورة بقرية السيول فى قنا بسبب نقص الخدمات
هجر الأهالى قرية السيول فى قنا التى تم إنشاؤها فى عام 1994 لتكون سكناً للمتضررين من الكوارث الطبيعية، بسبب تدنى الخدمات فى القرية، فيما صمدت قلة من الأسر، واشتكوا من تقاعس المسئولين عن توفير أبسط حقوقهم فى الحياة.
الدكتور تقى أحمد، أحد سكان القرية، قال إن القرية وقت تسليمها للأهالى فى منتصف التسعينات كانت أفضل قرى «قفط» لتوافر الخدمات من وحدة صحية ومدرسة وشبكة مياه ارتوازية صالحة للشرب، وشبكة صرف صحى كبيرة تخدم 570 منزلاً، إضافة إلى محال تجارية كبيرة، وبعد الافتتاح وتسليم المستحقين وحداتهم اختفت الخدمات، خدمة بعد الأخرى بمرور الوقت، باستثناء المدرسة القائمة التى تم تجديدها فى الوقت الحالى، أما الوحدة الصحية التى تقع بجوار المدرسة فأصبحت «خرابة» هجرها الأطباء والموظفون.
وأضاف أن إحدى الأسر فقدت ابنها بعد تعرضه للدغة عقرب فى وقت متأخر من الليل منذ عدة أعوام، لعدم توافر المصل فى الوحدة الصحية، وتابع: «القرية تقع فى أراضٍ جبلية بعيدة عن العمران بنحو 5 كيلومترات، ولا توجد مواصلات لها، وإذا ترجلنا لأقرب وحدة صحية ستأكلنا الذئاب، وفى النهاية توفى الطفل، ومن وقتها بدأ الأهالى فى هجر وحداتهم، خشية على أولادهم، وعادوا إلى قراهم لبناء منازلهم التى هدمتها السيول».
شحات حسن عبدالخالق، 55 عاماً، أحد القاطنين بالقرية، قال إن الأسباب الحقيقية وراء هجر الأهالى لوحداتهم السكنية تتمثل فى قلة الخدمات، ومن بينها نقص مياه الشرب، حيث يلجأ السكان إلى البحث عن المياه فى المناطق المجاورة للقرية. وبعد مطالبات ومعاناة لسنوات، تكتفى شركة مياه الشرب بإرسال «فنطاس» مياه يومياً، ولكنه لا يكفى، كما لا توجد خدمة بريدية بالقرية بالرغم من وجود المبنى المخصص لها، كما أن هناك محال كبيرة لم يتم افتتاحها حتى اللحظة منذ 24 عاماً.
السكان: القرية تفتقر لوحدة صحية ونعيش بدون مياه أو صرف صحى أو مواصلات.. وطبيب: لدغة عقرب أودت بحياة طفل لعدم وجود مصل
وأضاف عبيد خليفة، 35 عاماً، أن القرية لا توجد بها إضاءة نهائياً بسبب تلف الشبكة الكهربائية، ما يضطر السكان إلى الاحتماء بمنازلهم فى المساء لتجنب الذئاب التى تتجول ليلاً فى شوارع القرية. وطالب اللواء عبدالحميد الهجان، محافظ قنا، بالاستماع لهم وعرض مشاكلهم، وأهمها مشكلة مياه الشرب وإعادة ترميم الوحدة الصحية، وتشغيل شبكة الصرف الصحى.
من جانبه، أكد نور محمد، رئيس الوحدة المحلية لقرية «كلاحين قفط»، التابعة لها قرية السيول، أن عدد الوحدات السكنية بالقرية 570 وحدة بُنيت لمتضررى السيول عام 1994، وتم تسليمها للمواطنين، ولكن وقت التسليم كانت القرية تعتمد على المياه الارتوازية التى جفت بمرور الزمن، وهناك 70% من سكانها تركوها بسبب نقص مياه الشرب، ونقص بعض الخدمات. وأضاف أنه اقترح على جمعيات أهلية توصيل المياه من خلال خط الجبل بقيمة 700 ألف جنيه، وينتظر الرد، لافتاً إلى أن توفر مياه الشرب سيعيد المواطنين لوحداتهم، مشيراً إلى أنه أرسل خطاباً لشركة الكهرباء بتجديد شبكة القرية لإضاءتها، ولم يتم الرد سوى بوعد «فى القريب العاجل».