«رضوى» تعمل دون ساعدين: «أهم حاجة الزوج المتفهم»
الزوجان رضوى العشرى ومحمد على
رضوى العشرى ومحمد على.. جمعتهما الأعمال التطوعية فى مجال تأهيل ذوى الاحتياجات الخاصة وبعض الأعمال الخيرية، درسا الحاسب الآلى والتقيا بالصدفة، لتبدأ قصة حب فزواج حتى وصلت إلى فرحة التكريم. «رضوى» امرأة عشرينية لم يمنعها قصر قامتها فضلاً عن أنها وُلدت بدون ساعدين، عن بدء مسيرة نجاح مليئة بالتحديات.
بعد أن درست الكمبيوتر فى المعهد البريطانى حصلت على فرصة العمل بالمعهد القومى للجهاز الحركى العصبى نهاراً بأجر يومى لا يتخطى 400 جنيه منذ 7 سنوات، لتعمل بجانب ذلك كمساعدة متطوعة للإعلامى طارق علام فى مجال دعم الحالات الإنسانية منذ 5 سنوات وتشبع شغفها بعالم الكمبيوتر الذى درسته، حيث تعمل مسئولة عن مواقع التواصل الاجتماعى، وقد أعدت نفسها وتدربت على استخدام لوحة المفاتيح بنصفى ذراعين، واستخدام قلم عن طريق الفم للكتابة على الهواتف الذكية.
شاركت فى مؤتمر التمكين الثقافى للأقزام.. وتؤكد: «إحنا زى أى حد.. ونفسنا القانون بتاعنا يتطبق»
شاركت «رضوى» مؤخراً فى مؤتمر للتمكين الثقافى لقصار القامة، الذى ألقى الضوء على قضايا قصار القامة، وتعتبره خير ختام لعام ذوى القدرات الخاصة، ما يساعد على تعريف المجتمع بوجودهم: «إحنا زى أى بنى آدم طبيعى، ونفسنا القانون يتطبق بقى يا رب».
العيد الخامس للاحتفال بزواج محمد ورضوى هذا الشهر، كان الاحتفال مختلفاً وسط جموع من أصدقائهم وأقرانهم، حيث تصادف وجود أناس من كل محافظات مصر لحضور المؤتمر، جمعتهم ساحة مركز شباب الجزيرة للاحتفال عقب المؤتمر، وتُرجع العشرى قدرتها على التوفيق بين عملين إلى وجود زوجها «محمد على» فى حياتها، فهو كما تقول «زوج متفهم»، ويعين كل منهما الآخر على تخطى ضغوط الحياة العادية بجانب الظروف التى يواجهانها معاً.
محمد على، رئيس الائتلاف المصرى لقصار القامة، يعمل مساعد مخرج فى برنامج تليفزيونى منذ 7 سنوات، كما يعمل فى مجال تأهيل ذوى الاحتياجات الخاصة بتقديم تدريبات وأنشطة ثقافية وترفيهية من خلال مبادرة «حلم مصرى» التى ساهمت فى تكوين فريق كرة قدم من الصم، كما نظمت رحلات تثقيفية إلى الأماكن السياحية تحت شعار «اعرف بلدك» ووفرت أماكن لقصار القامة، بهدف التمكين الثقافى النسبى الذى يمكن تقديمه فى ظل أن التمكين الوحيد المسموح به لهم الآن هو مجال التمثيل، بينما الشعر والرسم وآليات إتاحة الثقافة فى المكتبات قليلة ونادرة، لتمتد الأعمال التوعوية التى يشارك فيها «محمد على» إلى حملة «أقزام ضد التنمر» المتوقع انطلاقها من خلال اتحاد قصار القامة بالقاهرة فى يناير المقبل، حيث إن التنمر يُعد أكبر سبب فى تسرب قصار القامة من المدارس مما يسبب انخفاض نسبة التعليم لديهم بشكل كبير جداً نتيجة للجوئهم إلى العزلة.