"شكلها مقزز وطعمها يجنن".. "اللصيمة" الأكلة الأشهر عند السيناوية
عمل اللصيمة ليلا
اتفق جميع السيناوية على حب أكل "اللصيمة" فقد تجد أشخاصا من أهل سيناء انتقلوا للعيش في البلدان الأخرى عربية أو أوروبية، وعند عودتهم فإن أول ما يطلبوه من أهلهم وأصدقائهم، هو تناولها، فهي الأكلة الأشهر في سيناء.
ويتطلب تجهيزها شروط معينة مثل إعدادها في الرمال بالهواء الطلق وفي العتمة بعيدا عن الأضواء وصخب البيوت، وأن يكون هناك لمة، فهي أكله تشمئز منها الأنفس ولكن عندما تتذوقها تجد الأمر مختلفا تماما فهي ذات مذاق رائع.
تجبرك "اللصيمة" عند تناولها على التخلي عن جميع قواعد الإتيكيت والمدنية والملاعق، "بناكلها بكل صوابعنا وبنغوص فيها" هكذا أوضح أحد الأهالي.
ومن أسرار "اللصيمة" العجيبة أن الذي يفتتها يفعل ذلك بكلتا يديه بشكل "مقزز" حيث يغوص بهما في أعماق "اللجن" وهو الصحن الكبير الذي تفتت فيه على مرأى الجميع، وحينما ينتهي يضع زيت الزيتون على أعلى الفتة، ويأذن للحضور بأن يتقدموا.
وتعتبر أكلة "اللصيمة" هي الأشهر عند أهالي سيناء، سواء بدو كانوا أو حضر. يقول سليمان أبو يوسف، أحد الأهالي، إن "اللصيمة" عبارة عن عجينة يجرى طهيها في النار على الرماد، وهي أشبه برغيف عيش مساحته بين 50 إلى 70 سم بكل دائري، بعرض 3 سم، ويجرى بعد ذلك شوي "العجر" وهو البطيخ الصغير، أو الباذنجان في حال عدم وجود عجر، ويتم إعداد السلاطات في وعاء كبير، وبعد ذلك يوضع عليها الفلفل والثوم، ولابد أن يكون الفلفل بلدي وحار جدا، وتقطع بعد ذلك وتقلب في وعاء السلطة، ثم يوضع عليها زيت الزيتون.
ويقول عبدالله أبو سمري، أحد الأهالي، إنها من الأكلات التي لا يختلف عليها اثنين في سيناء، وتصنع في مناطق الحضر والبادية بنفس الطريقة، ولكن تكون أفضل حينما تتم صناعتها في الخلوات أو في الصحاري والمناطق الساحلية بعيدا عن البيوت في ما هو بأشبه بنزهة.
ويضيف علاء الكاشف، أن أهالي المحافظات الأخرى من الوافدين، كانوا في بداية الأمر يستخفون بنا، ولكن بعد أن جلسوا معنا وتذوقوها أصبحوا أكثر إدمانا لها من أهالي المكان أنفسهم.