غليان بـ«غزل المحلة» بسبب الإهمال الطبى والمحسوبية
فجرت الحالة الصحية لزينب السعيد البحيرى، زوجة طارق عبدالفتاح، الموظف بشركة غزل المحلة، ثورة غضب عارمة بين عمال المحلة، بسبب سوء الرعاية الصحية لهم وأسرهم، وعدم الاهتمام بمستشفى الشركة وإمداده بالأدوية والكوادر الطبية.
ونظم العمال، أمس، وقفة احتجاجية أثناء دخول الوردية الصباحية بساحة الإضرابات «ميدان طلعت حرب»، داخل الشركة، للتنديد بالإهمال الطبى والمحسوبية التى تفشى فسادها بمختلف أقسام وقطاعات مستشفى الشركة، مما تسبب فى تفاقم وتدهور الحالة الصحية لهم خلال العشر سنوات الأخيرة.
وطالب عمال الشركة، فى بيان لهم، بإعادة هيكلة القطاع الطبى داخل مستشفى الشركة، من خلال إحالة جميع الأطباء الذين بلغوا سن التقاعد إلى المعاش وتوفير إخصائيين فى مختلف التخصصات، الأمر الذى لم يتم تنفيذه حتى الآن.
وكانت حالة طارق عبدالفتاح المادية قد تأزمت بسبب تحمله تكاليف علاج زوجته، إثر تدهور حالتها الصحية بعد تلقيها العلاج بمستشفى الشركة المتهالك تحت ما يعرف بحساب العائلات، واضطراره لعلاجها بالمستشفيات الخاصة، فى ظل تجاهل وتنصل مجلس إدارة الشركة من إنقاذها.
وعبر الموظف عن استيائه وألمه الشديدين لما حدث لزوجته من أزمات صحية متعددة كادت أن تفتك بها، بعد إجراء عملية قحط وتفريغ آثار حمل بالمستشفى، لافتاً إلى أن التقرير النهائى، الذى أعده الدكتور على النوسانى، مدير مستشفى الشركة، عقب إجراء زوجته العملية فى منتصف شهر يونيو الماضى، بيّن أنها كانت تعانى من آلام حادة فى البطن والتهاب بروتينى حاد، ثم ثقب بجدار الرحم، وثقب بالقولون الحوضى، وآخر فى الأمعاء الدقيقة، والتى على أثرها تم وضع توصيلة براز خارجية من ناحية الأمعاء الدقيقة.
وأكد الزوج المضار والعامل الكادح بالشركة أن مجلس الإدارة تقاعس عن مساعدته فى سداد تكاليف علاجها، التى تجاوزت عشرات الآلاف، وأنها ما زالت فى حاجة لاستكمال العلاج، مشيراً إلى أن هناك العديد من المسئولين ورؤساء أقسام الشركة تم علاجهم فى مستشفيات خاصة على نفقة خزينة الشركة، مما دفعه إلى وصف ذلك الأمر بالمحسوبية والرشوة الحقيقية التى أصابت الشركة وجعلتها تتخلف عن نصرة عمالها فى الوقت الراهن.
وتمكنت «الوطن» من الحصول على مستندات تكشف صرف شيكات ومبالغ مالية باهظة لعلاج فئة معينة من مسئولى القطاع الطبى والقانونى وأسرهم وغيرهم على حساب نفقة خزينة الشركة فى مراكز علاجية بمحافظتى القاهرة والإسكندرية.