الدعوة السلفية:حديث قيادات "تحالف الاخوان" علي الفضائيات تغرير للشباب والدفع بهم إلى الهاوية
طالب عادل نصر عضو مجلس إدارة الدعوة السلفية ومسئول قطاع الصعيد الاخوان واتباعها من التيار الاسلامي بالتوقف عن الدفع بالشباب إلى الهاوية ، مضيفاً: متى تذهب عنكم السكرة وتأتيكم الفكرة، بعدما رأينا العواقب الوخيمة للتهور المجافي للحكمة والحماس العاري عن الدليل والتصرفات التي لم تتقيد بضوابط الشريعة، وبعدما رأينا المواقف التي استندت إلى القراءة الخاطئة للواقع والحسابات المغلوطة وعدم النظر في المآلات،والإعراض عن العمل بالنقل والانحراف عن مقتضى العقل ومقابلة نصح الناصحين، وتحذير المثقفين بالصد بل بالتشويه والطعن في الدين،ودغدغة العواطف وإلهاب المشاعر بالشعارات البراقة ، والتحليق في الأوهام بالرؤى والخزعبلات ،وكيف غرر البعض بالعامة والبسطاء شبانًا وشيبًا ، رجالًا ونساءً ، فلم يكونوا عليهم أمناء ، ولا لهم ناصحين ، ولا بهم رفقاء".
[FirstQuote]
وأضاف: أقول هذا بعدما ظهر بعض المشايخ ممن كان لهم دور كبير في التهييج والإثارة ، والتغرير بالناس على شاشات الفضائيات ، فعادوا بعد غياب ليمارسوا هوايتهم في الطعن وتمزيق نسيج الأحرار ، والدفع بالشباب إلى الهاوية حتى ينالوا وصف الثوار ، ولكنهم هذه المرة لا يتكلمون من الميادين أو مدينة الإنتاج الإعلامي ، ولكن من وراء البحار بعدما تمكنوا من الخروج من البلاد طلبًا للنجاة من السجن والإعدام كما يبررون لأنفسهم ، فإن كان الأمر في مصر كما كنتم تفتون، وللناس تزينون، وللشباب تدفعون وتزجون، إن كان هذا جهادًا وشهادة كما كنتم تقولون، فلماذا تركتموهم يلاقون مصيرهم وحدهم ؟ فلم تحرصوا على نيل هذا الشرف، ولم تظفروا بهذا الفوز، ألم تعلموا بأن مصداقية الداعية مبناها على أن يكون أول من يعمل بما يؤمن به ، وفي سيرة رسولنا صلى الله عليه وسلم ما يدلنا على ذلك حيث كان أشجع الناس ، وأثبتهم في الوغى ، حتى كان الصحابة رضوان الله عليهم يقولون كنَّا إذا حمي الوطيس احتمينا بالرسول ، ويوم حنين لمَّا فر من فر ثبت هو بأبي وأمي صلى الله عليه وسلم أمام الجحافل وهو يقول "" أنا النبي لا كذب أنا بن عبد المطلب ".
[SecondQuote]
وتابع: إن كان ما قلتموه خطأ وهو ما قطع الواقع به ، وأثبتته الأحداث ، وبرهنتم عليه بخروجكم من البلاد ، وقبل كل ذلك أدلة الشرع ومنهج الأنبياء والذي كنتم تفتون به في الماضي ما زال شاهدًا عليكم ، بل كتب البعض في ذلك كتبًا كما فعل الشيخ سعيد عبد العظيم في كتابه (تحصيل الزاد لتحقيق الجهاد) ولا أدري لماذا تناقضتم فالواقع لم يتغير منه شيء ، وأزمة القوة لا زالت كما هي بيد غيركم ، وعلى كلٍ كان الواجب عليكم أن تراجعوا أنفسكم، فتقروا بالخطأ، وتحاولوا إصلاح ما أفسدتم، فالرجوع إلى الحق فضيلة، والتمادي في الباطل رذيلة، ولأن يكون المرء ذنبًا في الحق خير من أن يكون رأسًا في الباطل.
[ThirdQuote]
وقال نصر: لماذا الإصرار على مواصلة الأخطاء وعدم مراجعة النفس إلا بعد فقدان كل شيء ؟ إن هذا ليذكرنا بما حدث في الثمانينيات والتسعينيات حيث سلكت الجماعة الإسلامية ومن معها من التيارات الجهادية مسلك العنف والصدام ، وألبسته ثوب الجهاد خطأ وزورًا ، فنصحهم الناصحون ، وحذَّرهم المشفقون ، وأقاموا لهم الأدلة والبراهين على خطأ مسلكهم ، وأن عاقبته ستكون خسارًا ووبالًا ليس عليهم فقط بل على الحركة الإسلامية كلها ، فقابلوا النصح بالتهكم والسخرية ، والأدلة بالسب والطعن والتخوين ، وما أشبه الليلة بالبارحة ، وأصروا على السير في الطريق حتى نهايته ، فلمَّا عاينوا العواقب الوخيمة ، ورأوا النتائج الأليمة ، ففُتن من فُتن ، وقُتِل من قُتِل ، وعُطلت الدعوات ، وصودرت مساجد يذكر فيها اسم الله ، وزُجَّ بالألوف في السجون فلا الدين نصروا ، ولا الأعداء كسروا، أدركوا حينئذ خطأهم، وبان للجميع صدق الناصحين، وإن كانوا هم لذلك من الجاحدين، فأطلقت المبادرات، وأُعلنت المراجعات، ولكن كان هذا بعدما دُفِع الثمن الباهظ بلا فائدة ولا طائل.