دفتر أحوال الشباب المتهور: «طعن وخطف وسرقة وهتك عرض»
إحدى جلسات محاكمة قاتل الطفلة «زينة»
«قتل وسرقة وخطف وتجارة مخدرات وبلطجة»، كوكتيل جرائم تدون يومياً فى سجلات محاضر أقسام الشرطة، والمثير للانتباه والاهتمام أن عدداً كبيراً من هذه الجرائم ناتج عن عنف الشباب. ووفقاً لجهات التحقيق، فإن أغلب هذه الجرائم يحدث بسبب التهور والاندفاع واللجوء إلى البلطجة بدلاً من القانون فى لحظة جنون وغضب وغياب تام للعقل، ومن أبرز الأمثلة على جرائم البلطجة الحادث المروع الذى راح ضحيته الطالب محمود البنا، الشهير بـ«شهيد الشهامة»، والذى لقى تفاعلاً واسعاً «رسمياً وشعبياً» أسفر عن مثول المتهمين فى الجريمة أمام القضاء لمحاكمتهم بشكل عاجل.
"راجح" قتل "البنا" .. و"كسبر" اغتصب "زينة بورسعيد".. و"علاء" اغتال براءة "جنا سوهاج"
جريمة «شهيد الشهامة» أظهرت كل معانى البلطجة والتنمر من المتهم الرئيسى محمد راجح وأصدقائه تجاه الضحية الذى عبّر عن رفضه لما فعله المتهم الرئيسى، وكتب عن ذلك على موقع إنستجرام، فأرسل له المتهم رسائل تهديد نفذها بالفعل عندما توجه هو وأصدقاؤه إلى مكان وجود الضحية وحاصروه وتمكنوا منه، ثم طعنه المتهم «راجح» بمطواة.
وواصل المتهمون إجرامهم باستخدام مواد حارقة لتخويف المتجمعين ومنعهم من إنقاذ المجنى عليه الذى حاول الهرب منهم طوال فترة الاعتداء عليه، إلا أنهم استمروا فى حصاره بالأسلحة البيضاء والمواد الحارقة فى مشاهد رصدتها كاميرات المراقبة واطلعت عليها النيابة، ودُونت مشاهدها فى التحقيقات التى انتهت بإحالة «راجح» ورفاقه إلى محاكمة جنائية عاجلة بتهمة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد.
وفى جريمة اغتصاب وقتل الطفلة زينة عرفة، ذات الـ5 سنوات، فى بورسعيد، والتى تم إلقاؤها من الطابق الـ11 وسقطت فى «منور» العمارة التى تقطن بها، توصلت تحريات المباحث إلى أن محمود كسبر، 17 سنة، «مقيم فى نفس العمارة»، وعلاء جمعة، 16 سنة، «بواب العمارة»، استغلا معرفة «زينة» لهما، وطلبا منها الصعود إلى سطح العقار معهما «عشان نلعب»، وبعد صعود الطفلة زينة، تناوبا الاعتداء عليها، وبعد اغتصابها، قاما بإلقائها من «السطوح»، لتسقط فى «المنور»، خوفاً من افتضاح أمرهما.
وقضت محكمة جنايات بورسعيد بسجن المتهمين بقتل واغتصاب «زينة» 15 سنة، وأضافت المحكمة أنها أرادت تطبيق الحد الأقصى للعقوبة على المتهمين، ولكن القوانين منعتها لأن كليهما لم يبلغ من العمر 18 سنة.
"إيهاب" قتل الطفل "أحمد" بعد اغتصابه.. و"على" أنهى حياة والده وزوجته طعناً.. و"محمد" دفن أباه تحت السرير
وفى الجيزة استدرج «إيهاب»، 17 سنة، جاره الطفل «أحمد» 7 سنوات فى قرية عرب أطفيح وقام بالاعتداء عليه جنسياً، وخوفاً من افتضاح أمره، قتل الطفل الصغير بضربه بقطعة «خشب»، ثم أمسك رأس الصغير بيده وظل يضربه فى الحائط حتى لفظ أنفاسه الأخيرة.
وفى قرية السقارية بمركز المنشأة فى سوهاج، خرجت الطفلة «جنا»، 6 سنوات، لتلعب مع أقرانها، ولكنها اختفت ولم تعد، حتى وُجدت مقتولة، واعترف المتهم «علاء»، البالغ من العمر 15 عاماً، بجريمته، قائلاً إنه شاهد المجنى عليها تخرج من المنزل، فتحرك ببطء خلفها وأمسك طوبة وضربها على رأسها حتى سقطت فى حالة إغماء وحمل الطفلة إلى قطعة أرض زراعية وجردها من ملابسها وقام باغتصابها، وعقب ذلك أمسك البنطلون الذى كانت ترتديه وخنقها كى يتأكد من وفاتها.
«عايزين نكوّن نفسنا»، بهذه الكلمات، برر «عمرو»، 19 عاماً، وشقيقه «أشرف»، 16 عاماً، جريمة اعتدائهما على «باسم»، سائق، وتوجيه 8 طعنات له بالظهر والرقبة والبطن، وسرقة التوك توك الخاص به فى منطقة كفر طهرمس ببولاق الدكرور.
واعترف المتهم الأول، فى محضر الشرطة، بالجريمة قائلاً: «قمت باستدراج الضحية أنا وشقيقى، وبالفعل ركبنا مع المجنى عليه التوك توك الساعة 3 الفجر وقتلناه ورمينا جثته فى الشارع، وخدنا التوك توك إلى والدنا الذى ساعدنا على الهرب، مستقلين سيارة ربع نقل، إلى المنيا».
وفى بولاق الدكرور بالجيزة، قتل شاب والده بسبب رفضه إعطاءه أموالاً لشراء المخدرات، وبعد تنفيذ جريمته جلس بجوار جثة والده يفكر فى طريقة للخروج من هذا المأزق، حتى اختمرت فى ذهنه فكرة شيطانية، فقام بدفن جثمان والده أسفل سرير شقيقه، وبعدها توجه لقسم الشرطة وحرر محضراً يفيد باختفاء والده عن المنزل منذ 3 أيام، وبتتبع آثار الجريمة، تم العثور على جثة المجنى عليه داخل حفرة أسمنتية أسفل سرير داخل الشقة، وفور معرفته بعلم والدته بفعلته، قام بالانتحار بإلقاء نفسه أسفل عجلات القطار ليلقى مصرعه.
جرائم مروعة بسبب "الهوس الجنسى" والانتقام واستعراض القوة والبحث عن المال
وفى دار السلام بالقاهرة، أمرت نيابة السلام بعرض «على»، متهم بطعن والده وزوجته، على الطب النفسى، لبيان حالة قواه العقلية، وتبين من التحقيقات أن المتهم أشعل النار فى غرفتهما لطمس معالم جريمته، لكن المباحث كشفتها وألقت القبض على الابن القاتل.
وفى الهرم، سدد شاب طعنة لوالده بسكين أنهت حياته فى الحال، وتحرر محضر بالواقعة، وادعى أنه اكتشف الجريمة بالصدفة، لكن التحريات أثبتت أن خلافاً نشب بينه وبين والده، ما دفعه لطعنه بالسكين.
وفى قرية «البصارطة» بدمياط، تجرد شاب من إنسانيته وقتل والده أثناء عمله بالحقل لوجود خلافات بينهما، وتلقى اللواء إيهاب خيرت، مدير أمن دمياط، إخطاراً بقيام «محمد. ر»، عاطل، بقتل والده، فلاح، فى العقد الخامس من العمر، أثناء عمله بواسطة آلة حادة «شرشرة».
وفى أسيوط أمرت نيابة مركز أسيوط بحبس «محمد. م»، 23» عاماً، لاتهامه بقتل والده، وتبين من التحريات نشوب خلاف بين شاب ووالده انتهت بمقتل الأخير. وبالانتقال لمكان البلاغ، تبين مقتل «محمود القط»، 53 عاماً، صاحب مكتبة، بسبب خلافات مالية بينه وبين ابنه «محمد»، 23 عاماً، حاصل على دبلوم، وتم نقل الجثة لمشرحة مستشفى أسيوط الجامعى.
وفى أسوان، قتل شاب والده وألقى جثته من أعلى المنزل، وعثر أهالى منطقة المحطة بأسوان على جثة رجل ملقاة أسفل منزله، وأبلغوا مأمور مركز شرطة كوم أمبو بالواقعة، وتبين أن المجنى عليه يُدعى «أبوالمجد.أ»، 50 سنة، يعمل أمين مخازن بالإدارة الصحية بكوم أمبو، وأن وراء ارتكاب الواقعة نجله «يحيى»، 22 سنة، حاصل على دبلوم الثانوية الصناعية، واعترف الشاب بأن سبب قتله والده هو رغبته فى الزواج على والدته.
جرائم الشباب تطورت وتنوعت ولم تعد مقصورة على القتل، فامتدت إلى الخطف، حيث ألقت مباحث الجيزة، بالتنسيق مع مباحث الغربية، القبض على فتاة عشرينية اتفقت مع 4 شباب على خطف ابن عمها من الغربية وإخفائه فى شقة بأكتوبر لطلب فدية من عمها، ونجحت الشرطة فى تحرير الشاب المختطف والقبض على منفذى الجريمة، وأفادت التحريات أن المتهمة نفذت الجريمة بعد إجبارها على الزواج من ابن عمها وارتباطها عاطفياً بشاب آخر، فاتفقت مع حبيبها على خطف عريسها المستقبلى، ومساومة عمها على دفع فدية 500 ألف جنيه، انتقاماً منه لاستيلائه على ميراثها.
وفى الشرقية، خطفت عصابة مكونة من 3 أفراد طفلاً وساومت أسرته على فدية مليون جنيه لإطلاق سراحه. وأكد المتهمون، فى محضر الشرطة، بعد القبض عليهم: «خطفناه، وكنا عايزين نحرق قلب جده عليه، لأن بينا وبينه مشاكل مادية، وطلبنا مليون جنيه مقابل إطلاق سراح حفيده اللى احتجزناه فى شقة فى مسطرد بعد خطفه، واستخدمنا سيارة وغيرنا لوحاتها بعد العملية، كنا عايزين ناخد الفلوس ونتهنى، لكن المباحث قبضت علينا».
وأكدت تحريات المباحث وجود خلافات مالية بين أحد المتهمين وجد المجنى عليه لوالده، فقام على أثرها باختطاف الطفل من أمام منزله داخل سيارة مسروقة مع تغيير أرقام لوحتها المعدنية بأخرى مصطنعة، وكشفت المباحث عن تفاصيل الواقعة، وحررت الطفل بعد أن تلقى مركز شرطة منشأة أبوعمر بلاغاً من مزارع باختطاف ابن شقيقه، طالب، عمره 14 سنة، وتلقى اتصالاً هاتفياً من مجهول طلب فدية مليون جنيه مقابل إطلاق سراح الطفل، وتم تشكيل فريق بحث بمشاركة قطاع الأمن العام، بإشراف اللواء علاء الدين سليم، وإدارة البحث الجنائى فى الشرقية، أسفرت جهوده عن القبض على المتهمين.
وفى النزهة، رفض سائق مكافأة نهاية الخدمة وخطط لسرقة شركته، فاستعان بثلاثة من أصدقائه ونجح فى سرقة 3 ملايين جنيه بعد معرفته بخط سير موظف فى الإدارة المالية، ونفذ الجريمة قبل أن يتمكن الموظف من إيداع المبلغ فى البنك.
المباحث كشفت الجريمة وقبضت على المتهمين بعد يومين من ورود بلاغ إلى قسم شرطة النزهة بواقعة سرقة بالإكراه وإطلاق أعيرة نارية بشارع جوزيف تيتو، وبالانتقال والفحص، تمت مقابلة محاسب فى شركة لمستحضرات التجميل مصاب برش خرطوش بالوجه، وبسؤاله قرر أنه عقب تسلمه حقيبة بداخلها 3 ملايين جنيه خاصة بشركة يعمل بها، لإيداعها فى بنوك مختلفة، وأثناء سيره بسيارته، اعترضت طريقه سيارة ترجّل منها 4 أشخاص (أدلى بأوصافهم التقريبية)، قام أحدهم بإطلاق عيار خرطوش من سلاح نارى كان بحوزته فى اتجاهه، تسبّب بإصابته، وبعدها استولوا على حقيبة الأموال وفروا هاربين.