الحديد يودع "التراجعات".. متغيرات جديدة أثرت على خريطة الأسعار
سوق الحديد تودع شهور "التراجعات"
ودعت سوق الحديد، اليوم الاثنين، زمن التراجعات السعرية، بعد نحو أكثر من شهر ونصف من الهبوط، وموجة من انخفاض الأسعار وصلت أدنى مستوياتها منذ نحو 3 سنوات، وذلك بعد إعلان عدد من كبار اللاعبين في سوق الصلب زيادات جديدة في أسعارها.
ومع إعلان عدد من كبار اللاعبين في السوق، وفي مقدمتها "حديد عز" و"السويس للصلب" و"مصر ستيل"، زيادات جديدة في أسعارها، بدا لافتا أن هناك متغيرات جديدة من شأنها التأثير على خريطة الأسعار خلال الفترة المقبلة، وأن أسعار الحديد بدأت في تغيير اتجاهها منذ بداية الشهر الجاري.
ووفقا لما تم إعلانه، اليوم الاثنين، فإن شركتي "عز" و"السويس" قامتا بزيادة السعر نحو 200 جنيها للطن، فيما قامت شركة "مصر ستيل" بزيادة السعر 300 جنيها في الطن، ليصبح السعر، لدى حديد "عز" 10 آلاف و370 جنيها للأطوال، و9940 جنيها للفائف شاملة ضريبة القيمة المضافة، و"السويس" نحو 10 آلاف جنيه، وشركة "مصر ستيل" 10 آلاف جنيه للطن.
وعلى مدار شهر أكتوبر شهدت أسعار الحديد سلسلة من التراجعات بلغت في المتوسط نحو 1000 جنيه في الطن، لينخفض السعر إلى أقل من 10 آلاف جنيه لأول مرة منذ قرار "التعويم".
ووفقا لما ذكره أحد المسئولين بإحدى شركات الصلب لـ"الوطن"، فإن هناك عدة متغيرات طرأت على السوق خلال الأسبوعين الماضيين كانت وراء تحرك الأسعار صعودا، أولها تراجع مخزون الحديد داخل المصانع، بعدما وصلت إلى مستويات كبيرة على مدار الأشهر الماضية، وأكد أن الإنتاج الفعلي لمصانع الحديد منذ يناير 2018 وحتى بداية الشهر الجاري شهد زيادة بنحو 700 ألف طن عن المعتاد.
وتصل الطاقات الإنتاجية لمصانع الحديد في مصر إلى نحو 14 مليون طن، لكن الإنتاج الفعلى يدور حول 8 ملايين طن، بينما يصل الاستهلاك المحلي إلى نحو 7 ملايين طن في المتوسط.
وأضاف المصدر، الذي فضل عدم ذكر اسمه، أن المتغير الثاني يتمثل في تحرك الطلب وزيادة الإقبال على الحديد، موضحا أن الربع الرابع من العام عادة ما يشهد زيادة في الطلب مقارنة بباقي الأشهر في العام.
وتابع: "هناك تحسن واضح في السوق، وعدد كبير من شركات المقاولات صرف المستحقات المادية الخاصة بالمشروعات القائمة المنفذة، فضلا عن انتهاء موسم المدارس والموسم الصيفي، واللذان عادة ما يتزامن معهما حالة من الركود وتراجع الطلب".
وأكد المصدر أن هناك العديد من المستهلكين كان يترقب المزيد من الانخفاض في الأسعار، وهو ما أسهم في إرجاء قرار الشراء وتأجيل البناء لحين استقرار السوق والأسعار، مشيرا إلى أن الاتجاه الصعودي للأسعار كان من بين أسباب تحرك الطلب على الشراء.
وكشف مصدر آخر بإحدى الشركات، أن زيادة أسعار الخامات العالمية كانت من بين الأسباب وراء تحرك الأسعار، لافتا إلى أن الخردة، والبيليت شهدا زيادة بنحو 10 دولارات للطن، ليسجل سعر البيليت 400 دولار للطن، والخردة 263 دولارا، وقال إن خفض أسعار الغازالطبيعي للمصانع لا يعد العامل المؤثر الوحيد في الأسعار، خاصة أن 70% من مدخلات إنتاج الحديد عبارة عن خامات، موضحا أن الأسعار الحالية لا تزال "تحت التكاليف".
ووفقا لبيانات غرفة الصناعات المعدنية فإن سعر البيليت تحرك من 360 دولار إلى 390 دولارا للطن خلال الفترة من 10 أكتوبر، حتى نهاية الشهر الماضي، بينما تحركت أسعار الخردة من 201 دولار للطن في 11 أكتوبر، إلى 225.4 دولار للطن في أول نوفمبر.