أهالي سوهاج وقنا: الرئيس أنصف الصعيد
العمال فى محطة مياه الشرب
أبدى عدد من المواطنين المستفيدين من مشروعات برنامج التنمية المحلية بصعيد مصر، وتحديداً بسوهاج وقنا، ارتياحهم لانطلاق تنفيذ برنامج تنمية الصعيد العام الماضى، مؤكدين أن الصعيد بدأ يحصد الثمار بعدما عانى عقوداً طويلة من الإهمال والتهميش، وجاء الرئيس السيسى لينصفه، فقد آن الأوان لوضعه على قائمة أولويات الدولة، موجهين الشكر للقيادة السياسية ووزارة التنمية المحلية والبنك الدولى على دعم كثير من مشروعات البنية التحتية واستكمال عدد من المشروعات، التى توقفت أكثر من 11 سنة وصارت حجر عثرة حتى وقت قريب، كما كان للمرأة الصعيدية والشباب دور كبير فى رسم المستقبل واختيار المشروعات من خلال جلسات التشاور.
"زكى": كنا محرومين من الميّه وأخيراً حسينا بالحياة.. و"محمود": مشروع الصرف توقف 11 سنة وبيكمل دلوقتى
يقول محمد زكى، 55 عاماً، من أهالى قرية العيسوية بأخميم: «كنا محرومين من الميه ونحصل عليها بجراكن، وكان هناك 50 أسرة يعيشون أوضاعاً مأساوية بسبب الميه، لكن مع مد الوصلات المنزلية لبيوتنا منذ 3 شهور حسينا وقتها إننا بشر وعايشين، وكل التحية لبرنامج التنمية المحلية، ونتمنى من الدولة تكمل الجميل وتوصل لبلدنا الصرف الصحى»، وأشار محمود محمد على، من أهالى قرية الظافرية بمركز قفط، إلى أن مشروع الصرف الصحى لمدينة قفط بدأ فى 2007 ثم توقف، وأخيراً جار استكمال المشروع من العام الماضى بعد دعم برنامج تنمية الصعيد والبنك الدولى لخدمة 120 ألف نسمة، مؤكداً أن البيوت كانت تعانى الطفح وتأثر جدران البيوت وارتفاع أسعار الكسح، فالبيت كان يتكبد 200 أو 300 جنيه شهرياً بسبب الصرف، وبعد انتهاء الوصلات المنزلية ننتظر رصف الشوارع: «بنشكر الريس إنه حس بمتاعب أهل الصعيد».
"خير": زهقنا ميّه مالحة وإنشاء المحطة رجع لنا الأمل
وقال خير محمود على، من أهالى قرية حجازة بحرى: «تضررنا بسبب الاعتماد على ميه غير صالحة للشرب لفترات طويلة بسبب زيادة نسبة الأملاح بها، فزادت أمراض الفشل الكلوى بين أهالى القرية والقرى المجاورة، وكان حلمنا محطة ميه، وتعطل المشروع لسنوات حتى جاء برنامج تنمية الصعيد ليعيد الأمل من جديد وينقذ حياة أكثر من 30 ألف نسمة، وربنا يرحمنا من شراء جراكن الميه، اللى بنشتريها الواحد بـ3 جنيه والبيت الواحد يستهلك نحو 4 جراكن يومياً»، وأوضح سيد العمرى، من قرية الكوامل بسوهاج، أن مشروع إنشاء محطة صرف معالجة ثلاثية كان حلماً بعدما توقف المشروع 10 سنوات، ولكن جار استكمال محطة صرف الهجارسة وستنتهى العام المقبل لخدمة 500 ألف نسمة، وبجوارها مزرعة غابات شجرية بمساحة 42 فداناً لزراعة 29 ألف شجرة جوجوبا تستخدم فى إنتاج زيت الطائرات ومستحضرات تجميل، ويتم الانتهاء منها بعد تشغيل المحطة، مؤكداً أن قرى الهجارسة والكوامل وأولاد غريب وغيرها عانت بسبب تلوث المياه الجوفية بسبب الصرف الصحى، وقال عبدالرحيم محمد، من الهجارسة: «الصعيد طول عمره مهمل وسقط من حسابات الحكومات ودلوقتى بدأ إنصافه على يد الرئيس السيسى، ونتمنى استمرار خطة التنمية وافتتاح مشروعات توفر فرص عمل وتغيير خطوط مية الشرب».
وحول دور المرأة الصعيدية فى برنامج التنمية، قالت سماح عبدالله، عضو لجنة المشاركة المجتمعية فى قنا، إن المرأة أسهمت بشكل كبير فى اختيار مشروعات البرنامج، كما شاركت فى دعوة المواطنين لحضور جلسات التشاور وسط إقبال الشباب والسيدات لوضع الأولويات وتحديد المشروعات التى تخدم أكبر عدد من المواطنين فى المدن والقرى والنجوع، وتم تشكيل منتديات التنمية المحلية فى كل قرية ومركز لاستطلاع رأى الأهالى، والمرأة كانت أكثر حضوراً فى لجان المشاركة المجتمعية لتوعية المواطنين بحقوقهم ومتابعة إنجاز الأعمال على أرض الواقع، وأكدت انتصار عليوة، عضو المنتدى الاقتصادى، ممثلاً عن المرأة فى قوص، أنها شاركت فى تنظيم الحوار المجتمعى على مستوى المركز وشاركت فى وضع الخطة بناء على نتائج الحوار لتحديد الاحتياجات، لافتة إلى أن المرأة أخذت نصيبها من المشاركة بفاعلية فى اختيار المشروعات.
وقالت نجاة محمد على، عضو مشاركة مجتمعية فى قفط: «الوضع اختلف تماماً حالياً، ففى السابق كنا نسمع عن مشروعات وليس للصعيد نصيب منها، وحالياً نشارك فى اختيار المشروعات التى تنفذ ونناقش كل ما يتعلق بها وكأننا برلمان، كما أشارت إيمان أبوخطوة، عضوة المنتدى الاقتصادى فى قفط، إلى أن الشباب كان له دور كبير فى الحلقات التشاورية ووضع المعايير التى على أساسها يتم اختيار المشروعات.
من جانبه، قال الدكتور على مسعود، عميد كلية الدراسات الاقتصادية والسياسية بجامعة بنى سويف ومستشار محافظ سوهاج، إن مشروعات تنمية الصعيد من شأنها تغيير وجه الحياة فى سوهاج، مؤكداً أنه تم اختيار المشروعات بالتشاور مع المواطنين، لافتاً إلى أن حصة سوهاج من برنامج التنمية تمثل 9٫5 مليار جنيه على مدار 4 سنوات، والمشروع فى عامه الثانى، مشيداً بمجهودات وزارة التنمية المحلية ومحافظ سوهاج واهتمام الرئيس بتنمية الصعيد وتحسين البنية التحتية والمناطق الصناعية والتكتلات وخلق فرص عمل لشباب وأبناء المحافظة. وقال الدكتور علاء شاكر، مدير وحدة التنفيذ المحلية لبرنامج التنمية بقنا، إن البرنامج غير نمطى وأدى إلى تغيير فكر المواطن وجعله شريكاً أساسياً فى عملية التنمية باختيار المشروعات، علاوة على استمرار دعم القيادة السياسية والحكومة، كما أن المحافظ متواصل بصفة مستمرة مع المواطنين، وأضاف أنه جار التركيز على المشروعات التنموية التى تخدم أبناء المركز أو المدينة بمشاركة نواب البرلمان، ففى المرحلة الأولى بقنا توجد 10 مشروعات مياه و5 صرف، تشمل مراكز وقرى تابعة لمراكز أبوتشت، وفى شمال قنا 9 قرى، وقوص بدأت بـ«العليقات» مروراً بحجازة قبلى وبحرى، ويتم استطلاع رأى المواطنين فى المشروعات التنموية، ويتم عرضها على المنتدى الاقتصادى للمركز، حيث يضم عدداً من القيادات والشباب والمرأة والجمعيات الأهلية، والمنتدى يضم ممثلين عن كل قرية ونجع وتنفيذيين، وكل مشاركات المرأة فى المنتديات إيجابية، ولفت إلى أنه يتم دعم مشروعات منطقة «كلاحين» الصناعية، بالإضافة لتطوير النظام الإدارى و9 مراكز تكنولوجيا بقنا، وتم رصد 8 ملايين جنيه لفصل مقدم الخدمة عن طالبها لتسريع وتيرة الخدمات، علاوة على دعم مشروع التكتلات من الفركة والعسل الأسود.