مصر: الجماعة "صنيعة المخابرات البريطانية" وعاشت 92 عاما في الخيانة ومعاداة الوطن
الزعفراني والقاسمي
92 عاماً قضتها جماعة الإخوان الإرهابية فى بئر الخيانة والعمالة ضد مصر، فمنذ التأسيس الأول لها فى 1928، عملت الجماعة على خدمة مصالح بريطانيا، صاحبة التأسيس والتمويل، وتحالفت الجماعة على مدار تاريخها مع أجهزة وجهات خارجية لتضمن استمرار مصالحها، حتى جاءت قضية التخابر مع حماس، التى اتهمت فيها المحاكم المصرية عدداً من قيادات الجماعة الإرهابية، وقضت المحكمة بالسجن المؤبد 25 عاماً لمرشد الإخوان و10 من قيادات الجماعة وعاقبت متهمين بالسجن لمدة 7 سنوات، وقضت ببراءة ٦ آخرين.
وأكد المستشار محمد شيرين فهمى، رئيس محكمة جنايات القاهرة، فى حيثيات الحكم الصادر ضد قيادات التنظيم، أن الهدف الرئيسى الذى كانت تسعى إليه الجماعة منذ نشأتها هو الاستيلاء على حكم البلاد وإعلان قيام الدولة الإسلامية، لأن هدفهم لن يتحقق إلا بزوال النظام القائم بالبلاد، الذى يمثل حجر عثرة أمامهم، وبالتالى لا سبيل أمامهم إلا بزعزعة أركان الدولة وأعمدتها الراسخة من خلال إشاعة الفوضى فى البلاد، وكان ذلك عماد خطتهم.
"القاسمى": تخدم المصالح التركية والقطرية
«صنيعة المخابرات البريطانية»، هكذا عرفها صبرة القاسمى، الباحث فى شئون الحركات الإسلامية، حينما تحدث لـ«الوطن» قائلاً إن التنظيم دائماً يعمل على خدمة مصالح الدول الغربية فى المنطقة العربية، سواء بريطانيا أو أمريكا مقابل التمويل والدعم، ويساندون جماعات الإرهاب والتطرف بالفكر والمال من وراء الستار، وبعد 2011 ظهر للجميع العلاقات المفتوحة مع المخابرات القطرية والتركية ومؤخراً الاستخبارات الروسية، وهو ما دفع المخابرات التركية لفحص كل العناصر الموجودة فى تركيا ومدى تورطها مع الاستخبارات الروسية ورصد انتقالاتهم إلى أوكرانيا وصربيا والمعسكرات التدريبية التى عملوا من خلالها والمعلومات التى قد تضر الأمن القومى التركى، وظهر ذلك جلياً فى الملاحقات الحالية ومنذ ٣ شهور لكل عملاء الاستخبارات الروسية من العناصر الموجودة على الأراضى التركية، وأضاف: «تحدثت تقارير صحفية أمريكية عن أن المخابرات الأمريكية ضغطت على إدارة ترامب لمنعه من تصنيف الإخوان كجماعة إرهابية، لاستمرار استغلالها كفزاعة ويد خفية للعبث فى دول المنطقة، وقد أكد حمزة زوبع، القيادى الإخوانى فى تركيا، أن مخابرات دول أجنبية تلعب داخل أروقة الجماعة وتتحكم فى قراراتها، وخص بالذكر المخابرات البريطانية.
"عيد": الخيانة سبيلهم للاستمرار
من جانبه أكد سامح عيد، الباحث فى جماعات الإسلام السياسى، أن جماعة الإخوان تأسست على يد الإنجليز لضرب فكرة الدولة الوطنية، وسعى مؤسسها حسن البنا مراراً لإنهاء الحياة الحزبية، والوثائق التى أُفرج عنها، توضح أن حسن البنا بدأ دعوته من الإسماعيلية لأنها كانت مقراً للقوات الإنجليزية وبها مكتب المخابرات الإنجليزية، ودعم هذا المكتب الجماعة فى بدايتها بالمال، مضيفاً أن هناك وثيقة للمفوضية الروسية بمصر، جاء فيها أن الجماعة بدأت تتسلح بطريقة واسعة وتتلقى تعليمات مباشرة من مندوب السفارة البريطانية، وبالتالى الخيانة بالنسبة للإخوان سبيل الحياة والاستمرارية.
"الزعفرانى": سرطان فى جسد الأمة
وقال الشيخ خالد الزعفرانى، القيادى الإخوانى المنشق، إن الإخوان سرطان فى جسد الأمة الإسلامية والعربية، فالجماعة فى اليمن تساند الحوثيين، وفى ليبيا تساند التدخل التركى، وفى سوريا تساند ضرب الجيش الوطنى لخدمة مصالحها، وفى العراق لا مانع لديها فى التعامل مع الشيطان، وفى مصر تخابرت مع حماس، والتنظيم الفلسطينى الإخوانى هو من اقتحم الحدود الشرقية لمصر عام 2011.
وأكد الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف المصرى، أن خيانة الإخوان والدول التى تؤويهم وتساندهم وتدعمهم، أشد وأكثر مما فعله ابن العلقمى ووالى عكا، مضيفاً: «أؤكد من خلال ما طالعته وما قرأته لتاريخ أمتنا العربية عبر عصورها المختلفة، وعصور ما قبل الإسلام إلى يومنا هذا، أننى لم أجد خيانات أكثر وأشد من خيانة الإخوان، وحتى فى أشد العصور والحقب التى مرت فيها الأمة بحالات من الانكسار العاصف، لم أجد ولم أقرأ خيانة علنية منظمة وممنهجة عبر التاريخ بحجم خيانة الإخوان».
وقال وزير الأوقاف إن إعلان الجماعة الإرهابية ومن ساروا فى ركابها من الخونة المأجورين الحرب على دولنا إعلامياً وإلكترونياً، وفى سائر المجالات التى يمكنهم النفاذ فيها أو منها أو إليها، لا يألون على أواصر دين ولا وطن ولا رحم، ولا يستحيون من الله ولا من الناس ولا من النفس، موضحاً أنهم يعملون ليل نهار على إسقاط الدول العربية واستهداف كياناتها ووجودها بكل ما أوتوا من قوة ووسائل، وأخص ما ينطبق عليهم هو بيت شعر قاله العرب على لسان جرير بن عطية بن الخطفى الشاعر الأموى، حيث قال: إن يغدروا، أو يجنبوا، أو يبخلوا.. يغدوا عليك مرحلين كأنهم لم يفعلوا.
وأكد وزير الأوقاف أن هذا الإجرام لا هو من الدين ولا من الوطنية ولا من الإنسانية، وكل ما يقومون به ضد الدين والوطن والأخلاق والقيم، ودعا إلى كشف هؤلاء المجرمين وبيان عمالتهم وخيانتهم وكف شرهم، كل فى حدود مسئوليته الوطنية.