خبراء يتحدثون عن المشروع البحثي: نقلة في عالم التعلم
ابوشادى
في محاولة لإنقاذ العملية التعليمية لهذا العام بعد انتشار وباء كورونا الذي اجتاح العالم وألقى بظلاله على مختلف القطاعات، قررت وزارة التربية والتعليم استبدال اختبارات نهاية العام الدراسي لسنوات النقل بمشروع بحثي على أن يعده الطالب دون مساعدة ولي الأمر، ورفعه على المنصة التعليمية التي أطلقتها الوزارة.
أستاذ مناهج : معظم دول العالم المتقدم يعتمد على البحث الاسترشادي لتنمية قدرة الطالب على الابتكار
مع بداية تطبيق تلك التقنية الجديدة تسرب القلق إلى أولياء الأمور من فشل إعداد البحث ومن ثم رسوب أبنائهم، في هذا الشأن يقول دكتور حسن شحاتة الخبير التربوي وأستاذ المناهج بكلية التربية جامعة عين شمس، إن المشروع البحثي عبارة عن عنوان ومقدمة وموضوع ونتائج ومجموعة مراجع لابد أن يذكرها الطالب في نهاية بحثه، على أن يدمج الطالب كل ما تعمله في العام الدراسي في هذا البحث: "الطالب هيستفيد من المواد التعليمية، يعني لو أتكلم عن السياحة مثلا بيدخل في الجغرافيا وموضوعات القراءة والطقس والمناخ والعلوم بالنسبة لدرجات الحرارة والبرودة إلى جانب الرياضيات من خلال حساب مكسب وخسارة الشركات".
يؤكد الخبير التربوي أن هذا الأسلوب يجبر الطالب على اقتباس بعض النقاط من الكتب الدراسية، ومن هنا يلم بكتب المدرسة حتى يحصل على النقاط التي من خلالها يمكنه إكمال بحثه.
ويرفض "شحاته" تشبيه المشروع البحثي بموضوع التعبير، مؤكدا أن المشروع البحثي يساعد على إتقان الطالب لعمليات البحث والاستكشاف، إلى جانب سلامة اللغة وتحسينها، ويرشد أستاذ المناهج أولياء الأمور إلى ضرورة الإطلاع على النموذج الإرشادي التي تقدمه الوزارة على منصتها التعليمية.
وعن ماهية عناصر البحث، يقول: "اختيار عنوان جذاب ومقدمة تلخص الموضوع إلى جانب المضمون حتى الوصول إلى النتائج والملاحظات ولابد من ذكر المراجع وأسماء الكتب الدراسية التي استعان بها الطالب في بحثه"، مشيرا إلى أن تلك الأسلوب متبع في عدد من الدول الأوروبية، وأنه أحد السبل المهمة التي تساعد على تبادل الأفكار والنقاش.
ويرى أستاذ المناهج، أن المشروع البحثي ما هو إلا لعبة جميلة من أجل الحصول على الدرجات.
مدير مدرسة: الموضوع سهل.. وعلى أولياء الأمور ترك أبنائهم يعتمدون على أنفسهم
يمسك بطوف الحديث السعيد أبوشادي، مدير مدرسة في محافظة كفرالشيخ، ويقول إن المنصة التعليمية كان لا بد لها من انطلاقة يوما ما ولكن فيروس كورونا عجل بها: "المنصة عبارة هم مكان افتراضي بيتجمع فيه الطلاب وأولياء الأمور والمدرسين، فلو الطالب عايز معلومة يقدر يسأل المدرس اللي له إيميل على المنصة، فيه كود للطالب يقدر يدخل من خلاله".
وتابع: "بتعمل فصل افتراضي، ولكل معلم مادة وله إيميل وكود والطلبة ممكن يكونوا مجموعات على المنصة، ودي بتمني مهارات التواصل".
وعن الأسباب التي دفعت لعمل مشروع بحثي، يقول"أبوشادي" إن الوزارة رأت أنه من الصعب عقد امتحانات في ظل أزمة كورونا، ومن هنا جاءت فكرة البحث، مؤكد أن عدد الكلمات في البحث تختلف من العربية إلى الإنجليزية في العدد إلى جانب اختلافها وفقا للفئة العمرية، لافتا إلى أن هذا العدد يحدده خبراء المناهج وفقا للفئة العمرية للطالب: "لو الطالب التزم بمعايير كتابة عنوان جذاب وعرض المشروع بشكل منظم واستخدام كل المواد والالتزام بكلمات البحث المحددة والقواعد النحوية ينجح الطالب".
وعن كيفية تسليم وتقييم المشروع البحثي يقول مدير مدرسة الكوم الكبير، إن الطالب يمكن له أن يرفع البحث على المنصة مباشرة أو من خلال طباعته وتسليمه للمدرسة التي تتولى ذلك.
وتقول منى خالد، ربة منزل، ولية أمر طالب بالفرقة الرابعة الابتدائية، إنها تنتظر تفاصيل أكثر تتعلق بالمشروع البحثي وتعرف بعض المعلومات القليلة حوله: "فيه كذا موضوع لكل سنة دراسية الوزارة حددتها وبعد كده هختار موضوع أبدأ أبحث عنه، وابني ممكن يعمل البحث ده بالاشتراك مع كذا تلميذ، وفي حالة تشابه المشروعات البحثية مع بعضها يلغي المشروع وهيتم رفضه".