موت وخراب ديار.. قصص المشاركين في هاشتاج "العين صابتني"
الحسد
"عضة أسد ولا نظرة حسد".. هكذا يقول المثل الشعبي المصري، والذي يدل على تأثيره السلبي المحسود، تداول عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي على مدار الأيام الماضية هاشتاج حمل عنوان "#العين_صابتني"، والذي حكي فيها المشاركون قصصهم المختلفة من الحسد، وماذا كانت نتائجه عليهم.
ونشر شاب يدعى محمود عبده موقف حدث له مع الحسد، حيث كتب أنه فقد إحدى قدميه، ويلعب كرة قدم في فريق كرة قدم مصري للمبتورين، وخلال تصويره مع إحدى القنوات كان سعيدا جدا لأنه سيتحقق حلمه ويصبح لاعب كرة قدم، وأوضح أنه يتحكم بالعكازين بطريقة جيدة، وخلال التصوير مع "كنت بجري في الشارع علشان أروح للملعب ومبسوط جدا وكان في اتنين سيدات واقفين شافوني بجري سمعتهم بيقولوا... شوفي الواد برجل واحدة وبيجري إزاي دا السولام مبيجروش كدا"، وبعدها سقط أرضا وهو من النادر أن يحدث له.
محمد، مشارك آخر في الهاشتاج حكى موقفا له مع الحسد، حيث سافر إلى مارينا خلال فترة امتحانات نصف العام، ونشر بعض الصور له في البحر، حتى كتب له أحد الأصدقاء تعليقا على صورته قائلا: "مولعها انت في مارينا وسيبنا هنا بنمتحن وقرف"، وبعد تعرض لقرصة من ناموسة ولكنها "قلت عادي قرصة ناموسة مافيهاش حاجة قامت طلعت النموسة شايلة ميكروب ووشي ورام بالمنظر ده".
موقف آخر تعرض له أحد الأشخاص حيث كتب أنه اشترى سيارة جديدة ونشر صورته معها في المعرض، وكتب له أحد أصدقائه تعليقا "ولعة معاك عربيات"، حتى انتهى المطاف أنه تعرض لحادث بالسيارة "الرفرف الجديد اتجرح وكمان الباب"، وذكر أن ذلك الموقف علمه معني خطورة الحسد.
وحكت إحدى السيدات موقفا لها مع الحسد، أنه في عام 2015، قررت السفر مع زوجها لأداء فريضة العمرة، وقالت لها سيدة "انتي كل شوية هتسافروا انتم كده مش هتشيلوا فلوس خالص وجوزك هيفضل متغرب"، وبعد انتهاء العمرة وعودتهم مرة أخرى، تعرضوا لحادث توفي زوجها وابنتيها.
دار الإفتاء: حرام بإجماع الأمة لأنه اعتراض على الحق سبحانه وتعالى
أكدت دار الإفتاء أن الحسد هو أن يتمنى الحاسد زوال نعمة المحسود، وهو حرام بإجماع الأمة؛ لأنه اعتراض على الحق سبحانه وتعالى، ومعاندة له، ومحاولة لنقضِ ما فعله وإزالةِ فضل الله عمَّن أهَّلَه له.
أوضحت أضرار الحسد على الحاسد بالنقل قال الإمام الغزالي في "إحياء علوم الدين": [اعْلَمْ أَنَّ الْحَسَدَ مِنَ الْأَمْرَاضِ الْعَظِيمَةِ لِلْقُلُوبِ، وَلَا تُدَاوَى أَمْرَاضُ الْقُلُوبِ إِلَّا بِالْعِلْمِ وَالْعَمَلِ، وَالْعِلْمُ النَّافِعُ لِمَرَضِ الْحَسَدِ هُوَ أَنْ تَعْرِفَ تَحْقِيقًا أَنَّ الْحَسَدَ ضَرَرٌ عَلَيْكَ فِي الدُّنْيَا وَالدِّينِ، وَأَنَّهُ لَا ضَرَرَ فِيهِ عَلَى الْمَحْسُودِ فِي الدُّنْيَا وَالدِّينِ، بَلْ يَنْتَفِعُ بِهِ فِيهِمَا، وَمَهْمَا عَرَفْتَ هَذَا عَنْ بَصِيرَةٍ، وَلَمْ تَكُنْ عَدُوَّ نَفْسِكَ وَصَدِيقَ عَدُوِّكَ فَارَقْتَ الْحَسَدَ لَا مَحَالَةَ.
أَمَّا كَوْنُهُ ضَرَرًا عَلَيْكَ فِي الدِّينِ: فَهُوَ أَنَّكَ بِالْحَسَدِ سَخِطْتَ قَضَاءَ اللهِ تَعَالَى، وَكَرِهْتَ نِعْمَتَهُ الَّتِي قَسَّمَهَا بَيْنَ عِبَادِهِ، وَعَدْلَهُ الَّذِي أَقَامَهُ فِي مُلْكِهِ بِخَفِيِّ حِكْمَتِهِ فاستنكرت ذلك واستبشعته، وهذه جناية على التَّوْحِيدِ والْإِيمَانِ.
ماذا يفعل المحسود؟
وأوضحت الإفتاء ما ينبغي على المحسود فعله بالقول: "ينبغي للمحسود قراءة المعوذتين، وفاتحة الكتاب، وآية الكرسي، وقراءة القرآن والذكر بصفة عامة، وعليه بالتعوذات النبوية؛ نحو: «أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق»، وليكثر من الدعاء لله عز وجل أن يصرف عنه السوء والعين والحسد، ولا حرج عليه في طلب الرقية من الصالحين، ولا ينبغي أن يُعمِل الإنسانُ جانبَ الأوهام والظنون في الناس، فلا يجوز للمسلم أن يسيء الظن بإخوانه ويتهمهم بأنهم حسدوه لمجردِ مصادفةِ أحداثٍ تقع، قد لا يكون لها علاقة بمن يظن فيهم ذلك".