مسن متعاف من كورونا يروي قصته: عدت بعد موت
فيروس كورونا
«عدت بعد موت بسبب المرض اللعين، الذي أصبح أخطر من السرطان، لسرعة انتشاره وبدون مقدمات»، بهذه العبارة وصف «جودة.ص.ا» البالغ من العمر 71 عاماً، والمقيم بإحدى قرى محافظة كفر الشيخ، تجربته القاسية مع الإصابة بالوباء العالمي الجائح فيروس «كورونا المستجد»، بعد تعافيه ورجوعه بمنزله، عقب مكوث نحو 20 يوماً في المستشفى.
يقول جودة لـ«الوطن»، «كنت في زيارة لأحد أقاربي بمحافظة القاهرة، ومكثت هناك 3 أيام بعدها شعرت بأعراض ضيق في التنفس وارتفاع درجة حرارتي، فنقلونى لأحد المستشفيات، حيث أكد الأطباء أنه إلتهاب رئوي عادي، وبعد عودتي لمنزلي في كفر الشيخ، بدأت الأعراض تزيد حدتها، فذهبت لطبيب أكد لي أنه التهاب رئوي ولا داعي للخوف، عدت وأخذت الأدوية لكن دون جدوى، لم أستطع التنفس، كدت أن أفقد روحي، ذهبت لطبيب آخر ليجرى تحويلي لمستشفى الحميات، وهناك اشتبه الأطباء في إصابتى بكورونا، أخذوا مني مسحة لتحليلها وبعد ساعات تأكد إصابتي بالفيروس، فنقلوني إلى مستشفى عزل وهناك كانت المآساة بعدما ذقت مرارة المرض لنحو 10 أيام».
يضيف المُسن: «كنت في حالة هلع وخوف، عزلة إجبارية، مع أشخاص لم أعرفهم، وأنا بطبعي أكره المكوث في المستشفيات، قضيت أول أيامي في حالة من الاكتئاب رغم محاولة الأطباء والتمريض تهدئتي، لكنني أيقنت أن المكتوب على الجبين لابد وأن تراه العين، فاطمئن قلبي ودعوت الله أن ينجينى من هذا الفيروس اللعين، قضيت أياما صعبة داخل المستشفى، وكنت أطلب من الأطباء باستمرار الخروج منه، لكنهم لم يطاوعوني، وحاولوا تهدئتى وعدم شعوري بأننى وحدي».
يتابع جودة: «التجربة صعبة وقاسية، والخوف أحد أهم أسباب فشل العلاج، كنت ألاحظ أن الوقت الذي أكون فيه جيد نفسياً تتحسن حالتي، لكن حينما أشعر بالاكتئاب تتدهور صحتي، فعزمت النية على الرضا بقضاء الله وأن أحاول تهدئة نفسي لأستجيب للعلاج ولأخرج سريعاً، وبعد 21 يوماً خرجت من المستشفي، وعزلت نفسي منزلياً، أحاول الحفاظ على أسرتي، وأتبع الإجراءات الاحترازية التي أكد عليها الأطباء».