«لوليتا» رقم جديد فى قائمة ضحايا الإهمال الطبى
الترتيبات تجرى على قدم وساق لاستقبال عيد الفطر، سخرت آية وأسرتها وقتها كلها لإنجاز المهمة، وفى غفلة من الأسرة بينما كانت تلهو وتلعب اختلت قدماها وسقطت من شرفة الطابق الرابع، كان ذلك قبل عيد الفطر بثلاثة أيام، نجاها الله من وفاة محتمة، لكن كسوراً متفرقة ضاعفت من آلامها.
حملتها آية وطارت بها على المستشفى القريب، تدعو الله ألا يتطور الأمر إلى نزيف داخلى، فى المستشفى تم اتخاذ اللازم من أشعة وفحوصات قبل أن يخبرها الطبيب بضرورة احتجازها 24 ساعة خشيت وجود نزيف وحتى تستقر الحالة، غادرت آية المستشفى وقد تحول عيدها إلى حزن، وفى صباح اليوم التالى ذهبت لزيارتها تمهيداً لخروجها من المستشفى، فإذا بالأطباء يحتجزونها ويرفضون خروجها، بدعوى أن «مسئولى المستشفى مش موجودين فى أيام العيد»، بل ويمنعون آية من زيارتها، لم يسمحوا لها سوى بالاطمئنان عليها من خلال الاتصال بطبيب الطوارئ، الذى كان يطمئنها بتحسن الحالة.
3 أيام قضتها فى المستشفى لم يهدأ بال آية خلالها، إلى أن سمحوا لها بالزيارة، هالها ما رأت، فلم تلحظ أى تحسن على أى مستوى، فقد تركها الأطباء -حسب تأكيد آية- دون رعاية طبية، تحصل على علاجها بالكاد، ونتيجة عدم النظافة الشخصية أصيب جسدها بتعفن، بحثت آية عن مدير المستشفى للشكوى إليه، لكن أطباءه منعوها بحجة أنه فى إجازة.
حملتها آية بعد صراع مع الأطباء إلى مستشفى آخر، أكد لها الأطباء أن حالتها متأخرة وأنها أصيبت بغرغرينا ولا بد من قطع قدمها بالكامل، لم تتوقف المفآجات، بعدما أكد الأطباء أنها كانت حاملاً، والإهمال فى علاجها أودى بحياة جنينها وأدى ذلك إلى ضرورة إزالة الرحم، ورغم الضعف والهزال الذى أصابها، أصر الطبيب على إجراء جراحة ربما تنقذ حياتها.
عقب الجراحة حملتها إلى البيت، ظلت المسكينة لا تتحرك وفى ألم مستمر لمدة يومين ثم تحسنت فى اليومين التاليين، لكن يبدو أنها كانت صحوة الموت، تقول آية: «حالتها تدهورت حتى ماتت، لم أفارقها جلست إلى جوارها أعتذر لها عن كل ما لاقته من عذاب وهى تنازع، لن أنسى كل الألم والذل والخوف الذى عانته فى مستشفى لا يراعى أطباؤه الله، لم أستطع اتخاذ أى موقف قانونى ضدهم، فقررت أن أفضحهم، حتى لا تتكرر المأساة مع مساكين آخرين، فإذا بى أفاجأ بعشرات القصص المأساوية لأبرياء دخلوها أصحاء وخرجوا منها قتلى».
تجربة آية المريرة تريد أن تضعها على مكتب أكبر مسئول فى البلد ليكن الرئيس، فما تعانيه المستشفيات فى مصر لا يفرق فى إهماله بين بشر وحيوان، فكلاهما مستضعف أمام موت الضمائر، الذى أضاع قطتها الصغيرة «لوليتا» قبل أن تتم عاماً ونصف العام، راحت ضحية إهمال حدث فى أكبر مستشفى بيطرى دولى على الطريق الدائرى فى القطامية.. آية التى تخرجت لتوها من كلية الهندسة، وجدت نفسها على رأس قضية لزم عليها أن تخوضها لتنقذ مئات الحيوانات البائسة، لذا تواصلت مع عدد من جمعيات حقوق الحيوان، غير الحكومية، التى تبنت القضية، وإقامة دعوى قضائية وجدت من يتضامن معها فيها ممن عانوا المأساة نفسها، تقول: «الموضوع وصل لليونسكو، ومنظمات حقوقية عالمية، ضرورى المستشفى تتقفل، ويتم مراقبة باقى المستشفيات عشان المأساة ما تتكررش مع حيوانات تانية».