عطله السرطان عن حلم كلية الطب.."عمر" درس 90 يوما وجاب 95%:نفسي في منحة
الطالب: عايز أعالج اللي عندهم سرطان.. ووالده: أملنا مساعدة جامعة خاصة
عمر طالب الثانوية العامة
فترة صعبة، يعيش تفاصيلها الطلاب وأولياء الأمور، تكون أشبه بكابوس يتمنون زواله، وسط معاناة لا تنتهي إلا مع انتهاء ماراثون امتحانات الثانوية العامة، ذلك هو حال أغلب طلاب الثانوية الذين تهيأت لهم سبل النجاح، فما بال من أصيب بمرض عرقل طريقه وعطله عن مذاكرته، ليقص من عمر عامه الدراسي شهور، ولم يُبق له سوى 3 أشهر فقط.
عمر رمضان حسن صادق، طالب بالثانوية العامة العام الماضي، بدأت سنته الفارقه بورم خبيث في المخ، ومنعته من استكمال الدراسة عام 2018 ليؤجلها للعام التالي، حتى يتمكن من أخذ جلسات الكيماوي المعالجة لها، وفي مطلع 2019، أصيب بجانب الورم، بجلطات في قدمه.
من فبراير 2019 وحتى يناير 2020، ظل الشاب العشريني يعاني من جلطات القدم، وبدأ في العلاج طيلة تلك المدة، جسده لا يطاوعه على بدء المذاكرة، وعقله يرفض فكرة الرسوب حتى وإن كان بسبب قهري، وقدمه تُؤلمه من مشوار العلاج الطويل من منزله للقاهرة.
شهر مارس عام 2020، كانت البداية الفعلية لدراسة "عمر" للمواد المفروضة عليه، يغوص في الكتب، ويأخذ الملخصات، يساعده زملاؤه الذين سبقوه بعام دراسي والتحقوا بالكليات في المذاكرة، ويعينوه على شرح ما يصعب عليه فهمه.
حلم "كلية الطب" لم يغب ثانية عن عقل ووجدان ابن مركز الواسطى في محافظة بني سويف، يأمل أن يعالج من أنهكه المرض مثله، وتخفيف آلام أصحاب العلل، لذا وضع التفوق أول أهدافه وسعى لتحقيق معادلة أشبه بالمستحيلة، وهي الحصول على مجموع عالً في 90 يومًا فقط.
المعجزة حدثت، وحصل "عمر" على مجموع 398.5، بتقدير مئوي 95%، الجميع فوجىء من قدرته على النجاح، وصفق لمجهوده الجبار، ما جعل الطالب الناجح في حالة من السعادة لم يشعر بمثلها من قبل قط، قبل أن يقطع سعادته تصنيف التنسيق الذي حال بينه وبين حلمه بأن يكون طبيبًا، إلا أن أمله الوحيد هو الجامعات الخاصة التي يؤهله مجموعه للحاق بها.
يأمل الشاب المتفوق، أن يحصل على منحة من إحدى الجامعات الخاصة التي لا يقوى على تحمل مصاريفها، "نفسي أدخل طب بشري، وبناشد كل المسؤولين إني محتاج منحة عشان التحق بجامعة خاصة، عشان أعالج الناس لإني حسيت بألمهم، مش عشان شو ولا شهرة ولا فلوس".
يروي رمضان حسن، والد "عمر"، فترة مرض نجله التي أنهكته، بعد أن كان يصطحبه لعمل جلسات الكيماوي مسافرًا يوميًا، "السنة دي عمل استئصال لباقي الورم وإشعاع حوالي 10 أسابيع، منعته من إنه يقدر يقرب من الكتاب لحد شهر 3 ومكانش بيقدر يقف على رجله".
كواليس امتحانات "عمر" يرويها والده، "كان بيمتحن في لجنة خاصة، خوفًا من مناعته الضعيفة في ظل انتشار كورونا، وهو نجح بمجهوده لأنه طول عمره من الأوائل في الشهادة الابتدائية والاعدادية وكان الأول على محافظة بني سويف".
"مقدرتي المالية بقت صفر".. هكذا عبر الوالد لـ"الوطن" عن قلة حيلته في مواجهة طموح وحلم نجله، بعدما صرف ما يملك على علاج صغيره، ويأمل في أن يستجيب أحد مسؤولي الجامعات الخاصة بإعطاء ابنه منحة لدراسة الطب في كليتهم.
ويوضح والد "عمر"، أن نجله يأمل في الالتحاق كلية الطب حتى يتمكن من مساعدة الأطفال الذين أصيبوا بأورام وسرطان، ويطيب آلامهم.