الحاجة زكية تعيش بلا كهرباء ورفضت شقة المحافظة.. والعُمرة جايزة صبرها
رفضت ترك المنزل الذي به ذكريات زوجها
الحاجة زكية والعقيد أحمد الهواري رئيس مركز ومدينة الزينية
حياة بدائية تعيشها الحاجة زكية أمين أحمد يوسف، البالغة من العمر 78 عاما، بلا ماء نظيف ولا كهرباء ولا سكن مناسب ولا ونيس، منذ أكثر من ربع قرن.
بيت بالطوب اللبن "الني" على أجوار شريط السكة الحديد بأحد الطرق بمركز الزينية بمحافظة الأقصر، حيث تعيش الحاجة زكية بمفردها منذ وفاة زوجها قبل ربع قرن، حيث لم تنجب أبناء وتكتفي من عيشها بالكفاف.
تعمل الحاجة زكية على نسج مشغولات بسعف النخل وبيعها بأموال رمزية تعينها على الحياة الصعبة قبلما يتبرع أحد الخيرين لها بجاموسة لتحلبها وتعيش على ألبانها وتغذيها من قيراطين من أراضي الإصلاح الزراعي كانت مؤجرة لزوجها الراحل.
استغاثة وصلت للعقيد أحمد أنور الهواري رئيس مركز ومدينة الزينية عن حالة المرأة العجوز البائسة، فتوجه لها على الفور بناء على تعليمات المستشار مصطفى ألهم محافظ الأقصر، حيث شاهد منزلها القديم المكون من غرفة واحدة على شريط السكة الحديد، والذي يقع في منطقة مقطوعة لا تصلها خدمات الكهرباء والمياه.
"الهواري"، أكد لـ "الوطن" أنه عرض على الحاجة زكية توفير شقة لها من شقق الإسكان الموجودة بالمحافظة، ولكنها رفضت ترك المكان الذي عاشت فيه حياتها مع زوجها الراحل، مؤكدة أنها لا تستطيع العيش إلا في بيتها.
وأوضح "الهواري"، أنه تم عمل دورة مياه مناسبة لها وتعذر إمكانية توصيل الكهرباء لمنزلها، مشيرًا أنه عرض عليها استئجار منزل لها في منطقة قريبة على نفقته الخاصة ولكنها رفضت.
رحلة عمرة على نفقة أحد فاعلي الخير كانت هدية الحاجة زكية بعدما تواصل "الهواري"، مع أحد أصدقائه بمدينة كفر الدوار بمحافظة البحيرة وأبلغه بحالة الحاجة زكية ورفضها الانتقال لشقة حديثة، فقرر على الفور تخصيص رحلة عمرة لها.
وأرسل "الهواري"، مدير العلاقات العامة والإعلام بمجلس مدينة الزينية ومعه سيارة من المجلس لنقل الحاجة زكية لعمل جواز سفر لها واستخراج الوثائق اللازمة لأدائها العمرة وتواصل مع بعض الجمعيات الخيرية بالأقصر لتنظيم رحلة العمرة لها.