"سوهاجي" يبتكر "شجرة كانز" لإنقاذ أرواح المارة على كوبري بالدقهلية
شجرة كانز في الدقهلية
شجرة مبتكرة من فوارغ عبوات "الكانز"، تزين مدخل الكوبري المؤدي إلى قرية "الطاهري"، التابعة لمركز منية النصر، في محافظة الدقهلية، لتشكل عاكساً أمام السيارات المارة ليلاً، لحمايتهم من الاصطدام بسور الكوبري، الذي لا يقع أمام الطريق مباشرةً، مما يجعل أي سائق لا يعرف المكان جيداً، عرضة للحوادث، خاصة خلال ساعات الليل.
"السيد على محمود عبد المطلب"، رجل سبعيني، من قرية "الشيخ يوسف" بمحافظة سوهاج، فكر في ابتكار هذه الشجرة من "العواكس"، بعد وجد جذع شجرة جافة عند مدخل الكوبري، فبدأ بجمع عدد من عبوات "الكانز" الفارغة، وصنع بعض الفروع، غرسها في الجذع، وقام بتعليق العبوات المعدنية عليها، ليلفت انتباه المارة إلى وجود الكوبري.
تحدث "عبد المطلب" لـ"الوطن" قائلاً: "عملت هذه الشجرة لأحمي الناس، ممكن ينزلوا في الترعة، وجعلتها شغلتي لأحمي الناس من الحوادث، وراضي بحكم ربي، وما فعلته لخوفي على حياة الناس، وفي الجانب الآخر من الكوبري، وفي الجهة الأمان، عملت عشة من القش للإقامة بها".
يقضي "عبد المطلب" يومه في العناية بالشجرة، وكنس ونظافة الكوبري، ورشه بالمياه، ثم يأخذ شبكته وينزل الترعة المجاورة للكوبري، ليصطاد بها، ثم يبيع ما يصطاده إلى المارة، وفي نهاية اليوم ينام داخل "عشة القش" الصغيرة المجاورة للكوبري، وتابع بقوله: "اللي عملته بسبب خوفي على الناس، كل اللي أنا عايزه رضا ربنا، ورضا الناس عني.. البعض بيساعدوني، ورزقي بييجي لي وأنا في مكاني".
وقال "محمد سالم"، من أهالي قرية "الطاهري"، إن الكوبري شهد وقوع العديد من الحوادث، التي لا ينساها أهالي القرية، حصدت عدداً كبيراً من الأرواح، وآخرها سيارة ربع نقل، كان على متنها 3 أشخاص، اصطدمت بسور الكوبري، قبل أن تسقط في الترعة، ولقي جميع من كانوا على متنها مصرعهم نتيجة الحادث.
وأضاف "سالم" قائلاً لـ"الوطن" إن "ما فعله هذا الرجل أمر جيد"، مشيراً إلى أن أهالي القرية سعداء بـ"شجرة الكانز"، التي ابتكرها "عم السيد السوهاجي"، وذلك لوجود عيب في تصميم الكوبري، حيث لا يقع عمودياً على الطريق بالشكل المطلوب هندسياً، مشيراً إلى أن الكوبري يربط بين طريق "المحمودية" و"الجنينة"، ورغم أن المنطقة لا يوجد بها كثير من السكان، إلا أن فكرة هذا الرجل ساعدت في إنقاذ العديد من الأرواح.