المفتي: رسالة تجديد الخطاب الديني أصبحت ضرورة حتمية
د. شوقي علام مفتي الديار المصرية
قال الدكتور شوقي علام، مفتي الديار المصرية، إنّ أداء دار الإفتاء المصرية انعكس أيضًا في صورة إقبال جماهيري كبير، بلغ بحسب الإحصائيات مليونًا و300 ألف فتوى، وقد يظن البعض أنّ هذا الإقبال الكبير نتيجة ولع المصريين بالسؤال والفتوى، دون حاجة حقيقية للاستفتاء والسؤال، والحقيقة بخلاف ذلك؛ إذ تنوعت الأسئلة والموضوعات التي تتوارد إلينا، والتي تدل على حاجة المواطن الماسة ورغبته الأكيدة في معرفة الرأي الشرعي الصحيح في هذه القضايا، التي تنوعت بين فتاوى شخصية أو قضايا عامة في شتى المجالات الحياتية.
وأوضح المفتي خلال كلمته بمؤتمر دار الإفتاء المصرية، لعرض إنجازاتها في 2020، والمنعقد بفندق الماسة: «لدينا ثقة راسخة وطمأنينة كبيرة يشعر بها الشعب المصري تجاه مؤسساته وما يصدر عنها من فتاوى وبيانات، وعدم ثقته فيما يصدر عن دعاة الفتنة والإرهاب وهجرانه لآرائهم الشاذة وفتاواهم المدمرة، التي أكدت الأحداث والمواقف المتلاحقة، أنّ هذه التيارات المتطرفة لا تبتغي إيضاح حكم الشريعة الإسلامية السمحة ولا تتوخى مصلحة الوطن ولا حماية أمنه وسلامته، وإنما تبتغي إيقاع الفتنة والفرقة بين الناس ونشر الفساد في الأرض».
وتابع علام: «نحن في دار الإفتاء المصرية حريصون دومًا على استنقاذ الجماهير من براثن هذه الجماعات الضالة، ونبذل كل جهدنا لبناء وتقوية جسور الثقة بين الجماهير».
تجديد الخطاب الديني
وأشار المفتي إلى أنّه من واقع خبرات دار الإفتاء المصرية ومن وحي مسيرتها التاريخية، فإنها تؤمن إيمانًا راسخًا بأنّ رسالة تجديد الخطاب الديني ضرورة حتمية، حتى تؤدي المؤسسة الدينية العريقة واجب الوقت على الوجه الذي ينبغي، من أجل ذلك عكفت دار الإفتاء المصرية على صياغة رؤية استراتيجية للـ5 السنوات المقبلة بمشيئة الله تعالى، والغاية من هذه الرؤية مواكبة ما نتوقعه من مستجدات مقبلة، بناء على دراسات وإحصائيات علمية دقيقة، وبواسطة استخدام طرق قياس الرأي الحديثة، التي توقفنا بشكل علمي دقيق على ما تقتضيه المصلحة الوطنية من إنجاز مشروعات وأبحاث أو فتاوى، وتوقفنا أيضًا على أفضل وأدق الطرق لتوصيل ذلك النتاج إلى المواطن المصري وإلى كل من يكون بحاجة إليه في كل بقاع المعمورة.
رؤية 2030
وقال علام إنّ هذه الرؤية الاستراتيجية نتوخى فيها أن تكون متوافقة ومتجانسة مع رؤية الدولة وخطتها حتى العام 2030، والتي تعتمد على أساليب التقنية الحديثة وأهمها الرقمنة والتوسع في استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، والاهتمام بالقضايا الوطنية الكبرى، كترسيخ معاني الوطنية والانتماء، ودعم خطط الدولة الرائدة في التطوير والتحديث وتحسين الوضع الاقتصادي، والسعي قدمًا لتفعيل أساليب التنمية المستدامة التي تضع مصر في مصاف الدول المتقدمة الحديثة، وتضمن مستقبلًا مشرقًا للأجيال المقبلة.