قصة إعادة إحياء الرهبنة بجبل القلالي: صدفة قادت الأنبا باخوميوس (صور)
دير جبل القلالي
دشن البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، صباح اليوم السبت، كاتدرائية السيدة العذراء والقديس مكاريوس السكندري بدير القديس مكاريوس السكندري بجبل القلالي، خلال زيارته للدير التي بدأت مساء أمس، للمرة الثانية منذ جلوسه على الكرسي البابوي في 2012م، ونشر القس بولس حليم، المتحدث باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، بتلك المناسبة، على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، قصة اكتشاف تلك المنطقة على يد الأنبا باخوميوس مطران البحيرة ومطروح والخمس مدن الغربية ورئيس الدير الحياة الرهبانية لمنطقة القلالي بعد أن اندثرت منها لمدة 12 قرنًا من الزمان.
المنطقة ظلت مندثرة لمدة 12 قرنا
وقال المتحدث باسم الكنيسة، إن الأنبا باخوميوس أفتقد المنطقة التي يقع بها دير القديس مكاريوس السكندري المندثر ولم يكن يعلم أنها منطقة القلالي، فقط كان يعلم أن ثلاثة من المراكز الرهبانية الكبرى عبر التاريخ تقع في المنطقة الشمالية وهي: «منطقة الإسقيط (وادي النطرون) والتي أسسها القديس أبو مقار الكبير، منطقة جبل نتريا والتي أسسها القديس أمونيوس، منطقة جبل القلالي التي أسسها القديس بموا والقديس مكاريوس السكندري»، وجميعها تأسست في غضون القرنين الثالث والرابع الميلادي.
مقال في مجلة أجنبية قاد الأنبا باخوميوس لاكتشاف المنطقة
وأضاف المتحدث باسم الكنيسة، أن الأنبا باخوميوس وجد مجموعة من العمال فصلى لهم قداس في المزرعة التي كانوا يعملون بها، وسافر بعدها بفترة إلى سويسرا وأثناء استقلاله الطائرة وجد في إحدى المجلات الأجنبية مقالًا بعنوان «kellia» يتحدث عن منشوبيات جبل القلالي والحفريات التي تجري فيها بواسطة البعثة السويسرية والبعثة الفرنسية، والمقال يُعّرِف القارئ بهذه المنطقة وقيمتها الأثرية الكبيرة، ثم يُختتم بنداء إنساني للعالم للتبرع للمساهمة في حفريات منطقة القلالي.
ونقل حليم عن الأنبا باخوميوس قوله: «عندما اشترينا هذه الأرض لم يدر بخلدي أنها ستكون يومًا ديرًا للقديس مكاريوس السكندري. كنت أظن أنها منطقة آثار يجب أن نحافظ عليها وفي نفس الوقت تضم كنيسة لخدمة أبناء المنطقة والعاملين فيها. أما بعد أن اتضحت الملامح أمامي وضعت في نفسي إحياء التراث القديم وإعادة الحياة الرهبانية بجبل القلالي، أحد مراكز الرهبنة، ولكنني احتفظت بالفكرة لنفسي لسنوات طويلة، لأن ملامح الدير لم تكتمل بعد».
ويوضح المتحدث باسم الكنيسة، أنه كانت أولى خطوات إعادة الحياة الرهبانية للمنطقة هي بناء كنيسة في هذه المنطقة عام 1992م حملت اسم كنيسة السيدة العذراء والقديس مكاريوس السكندري، وتمت سيامة كاهن يقوم على خدمتها ورعاية سكان المنطقة، وتواصلت الجهود الرعوية مع استمرار عمل البعثات الأثرية إلى أن تكللت بقرار المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية برئاسة البابا تواضروس الثاني الصادر في شهر يونيو 2014 بعودة الحياة الرهبانية إلى منطقة جبل القلالي بعد تعمير دير القديس مكاريوس السكندري بها.
ويقع دير القديس مكاريوس السكندري في جبل القلالي في منتصف المسافة بين مدينتي دمنهور والسادات بالقرب من قرية الكفاح، مديرية التحرير، بمحافظة البحيرة وهو مقام على مساحة نحو 40 فدانا في منطقة متوسطة بين منطقتي تل حجيلة وتل عريمة.