شادي البهائي: مرشحو الرئاسة غازلوا كل الطوائف الدينية ماعدا إحنا
يُعرف نفسه دائما بأنه "مواطن مصري"، دون أي صفة ملحقة، حتى هذه اللحظة، يبدو فردا عاديا في المجتمع، لكن ديانته، جعلته مما اصطلح المجتمع المصري على تسميتهم بـ"أقلية"، حيث يعتنق شادي الديانة البهائية.
يبلغ شادي سمير من العمر 37 عاماً، متزوج، ولديه عمله خاص، في مجال الإنترنت، ولد على الديانة البهائية، إذ أن أسرته منذ أربع أجيال وهي مؤمنة بالبهائية، لكن شادي لم يكمل حياته كبهائي، لأن الأسرة كذلك، لكنه آمن بالديانة البهائية والمعتقدات التي تحويها، ورأى أنها تتسق مع أفكاره الخاصة، فقرر أن يكمل مسيرة الأجيال التي سبقته.
"حقنا غير مهضوم في مصر، فالمصريون كلهم محرومون"، هكذا يعلق الشاب البهائي على الرؤية التي تقول بأن البهائيين حقهم ضائع في مصر، ويرى أنهم جزء من النسيج المصري، ويسري عليهم ما يسري على المجتمع بشكل عام، والذي يسيطر عليه الآن حالة عامة من الحرمان والظلم.
خانة الديانة في بطاقة شادي فارغة، موجود "شرطة" أمامها، وهذا الأمر لا يسبب لسمير أي ضيق من أي نوع، فالإيمان لديه داخلي، وعبارة عن اقتناع، وليست مجرد كلمة في ورقة تعترف بها الدولة. فالدين لديه علاقة خاصة بينه وبين ربه فقط، لا يحق لأحد التدخل فيها.
لم يتناول أحد من المرشحين الرئاسيين مسألة البهائيين من قريب أو بعيد، وشادي يجد هذا الأمر طبيعيا، فالمرشحون غازلوا الكنيسة الإنجيلية، وغازلوا السلفيين والإخوان والعلمانيين، وكلها فصائل سياسية، وتيارات دينية، لكن لا يمكن لمرشح أن يغازل المسلمين على عمومهم، أو الأقباط جميعهم، فالديانة لا يتم مغازلتها، لذا فعدم حديث أي من المرشحين لا يقلق شادي، ويرى أن حقهم مثل كل المصريين سينالوه من الرئيس الجديد، وانتخابه سيكون بما يتوافق بشكل شخصي مع كل فرد بهائي.
"إحنا كبهائيين نؤمن بوحدة العالم الإنساني، واتحاد البشر كلهم". هذه هي الرسالة التي يريد شادي سمير إيصالها إلى المجتمع، إذ إن البهائيين في مصر، والذين يقدر عددهم من ألفين إلى عشرة الآف فرد، يرون أن مبدأهم الديني في الإيمان بوحدة البشر يجب أن يتم تطبيقه على المصريين، فالاختلاف يخدم البلد، ويحقق الثراء في الرؤى.
اعتبار البعض أن البهائيين أقلية في مصر هي وجهة نظر يرفضها سمير، ويرى أن القلة لا يمكن أن تكون بالعدد، بل بالتأثير والإيجابية، والبهائية في مصر ليست مهمشة، فمن يذكر الديانات الآن في مصر يقول: مسلم ومسيحي وبهائي، على حد تعبير شادي. ويقول إن رسالة البهائيين عقب الثورة، التي كانت تحت عنوان: "مبادئ البهائيين"، كانت بمثابة علامة مهمة في تحديد كيفية التعامل مع الوضع الحالي.