قصة 4 مسلمين ساعدوا هندوسي في حرق جثة أمه المتوفاة بكورونا
بهات لـ«الوطن»: أقارب الهندوسي رفضوا توديعها خوفا من الإصابة بكورونا
الشباب مع برنس جوبتا
مشاهد تعود بالذاكرة إلى كوارث العصور الوسطى، بين صرخات ذوي من فقدوا حياتهم جراء نقص الأسرة في المستشفيات، أو من ارتموا على أرصفة دلهي ومومباي ومدن الهند قاطبة، بعد تسرب الأمل في الحصول على جلسة أوكسجين تمكنهم من التنفس بعيدا عن معاناة الفيروس التاجي، ناهيك عن الجثث التي تراكمت في المحارق دون معرفة بيانات الكثير منها لكنها تشابهت في أمر واحد وهو «متوفى بكورونا».
من بين وفيات فيروس كورونا في الهند، كانت السيدة ديفي، حيث لفظت آخر أنفاسها في المستشفى بعد عدة أيام من إصابتها بكورونا، والتي لم يحضر أي من أقاربها لمساعدة ابنها برنس جوبتا في أخذ الجثة في الطقوس الأخيرة، خوفا من الإصابة بالفيروس التاجي.
هرع مجموعة من الشباب المسلمين، وهم «محمد سيف حسين، وجعفر محمد ، وآسيف راين، ومحمد شمشاد»، من سكان منطقة مسلم نجار، إلى منطقة راجا هريششاندرا جات القريبة بعد أن رأى أحدهم الشاب برنس جوبتا، يقف عاجزا مع جثة والدته في سيارة إسعاف، ولم يكن هناك ما يحملها إلى مكان حرق الجثث.
محمد سيف حسين، الذي يدرس مع «برنس» في نفس الكلية، رآه بالقرب من محرقة الجثث وأبلغ الثلاثة الآخرين، حيث كانوا في شهر رمضان الماضي صائمين، ومع ذلك، عندما أبلغهم صديقهم، قرروا على الفور المساعدة، وهرعوا إلى مكان الحرق لمساعدة برنس على أداء طقوس والدته الأخيرة.
«برنس أحضر جثة والدته بمفرده في سيارة إسعاف، ساعدوه في حمل الجثة لمسافة 200 متر إلى مكان الحرق، وقاموا بمساعدته في أداء الطقوس الهندوسية، وأعطوه بعض المال لمساعدته على أداء الطقوس الهندوسية»، بحسب وحيد بهات، المراسل الخاص بموقع جراوند ريبورت، لـ«الوطن».
وأضاف: «بعد العودة إلى المنزل، عقموا أيديهم وأخذوا حماما أيضا، لقد كان قرارا عفويا لمساعدة صديقنا الذي كان في محنة، لم يكن بوسعنا التفكير في مخاطر الإصابة بفيروس كورونا».
وتابع: «من المعروف أن المسلمين في الهند ساعدوا في حرق جثة الهندوس الذين ماتوا بسبب فيروس كورونا، وساعد المسلمون في الغالب لأسباب إنسانية لأنه لم تأت أسرة للعناية بالجسد، وأحد الأمثلة على ذلك أيضا، هو جسد امرأة تبلغ من العمر 70 عاما كانت تعيش في دار إيواء، عندما ماتت، تم التخلي عن جسدها لمدة تصل إلى ستة أيام، لأنه لم تأت عائلة لأخذ جسدها وساعد ميراج الدين خان في حرق جثتها».
واختتم «بهات» حديثه لـ«الوطن»: «ميراج الدين خان هو مسلم محلي في مدينة أوتار براديش في الهند، ومن المعروف أنه ساعد في التعامل مع الجثث بسبب الوباء عدة مرات، حيث تقدم المجتمع الإسلامي، وساعد في تنفيذ الطقوس الأخيرة، وفقا للطقوس الهندوسية في محرقة الجثث المحلية، لأنه في الغالب بعد الوفاة، لم يحضر أي من الأقارب لأداء الطقوس الأخيرة، خوفا من الإصابة بالفيروس التاجي، وفي ذلك الوقت يتقدم الشباب المسلمون للطقوس الأخيرة».