أهالى قرية فى البحيرة نصبوا خياماً لتعليم أبنائهم بعد يأسهم من عدم إنشاء مدرسة
جفت حلوقهم، استنفدوا كل الوسائل، مع أنهم لا يطلبون مستحيلاً، بل مدرسة يتعلم فيها أولادهم فى قريتهم «موردة إشليمة» فى مركز إيتاى البارود فى البحيرة بدلاً من ذهابهم يومياً إلى مدرسة فى قرية أخرى تبعد عنهم كثيراً، الأهالى فكروا وقرروا فى إنشاء مدرسة بأنفسهم دون انتظار الحكومة، نصبوا خياماً ووضعوا مفروشات على الأرض وبدأ شباب متطوعون من أبناء القرية فى تعليم الأطفال الصغار، بعد أن منعوا أبناءهم من الذهاب إلى المدرستين الابتدائية والإعدادية فى قرية «إشليمة» المجاورة لهم، واكتفوا فقط بذهابهم لاستلام الكتب الدراسية.
الفصول التى أقاموها تشبه مساكن الإيواء، وسط أجواء غير مناسبة على الإطلاق لتعليم أبنائهم وإمكانيات محدودة للغاية، لا تتعدى أكثر من 3 سبورات خشبية وطباشير، ولم ينسوا أن يرفعوا علم مصر وعلم محافظة البحيرة فوق تلك الفصول، ويؤدى الطلاب طابور الصباح والنشيد الوطنى وتحية العلم كأنهم داخل مدرسة عادية ورسمية.
أهالى القرية أكدوا لـ«الوطن» أنهم لا يطلبون شيئاً مستحيلاً وإنما كل ما يطلبونه هو حق أبنائهم فى تعليم جيد، وإيقاف مأساة الانتقال اليومية التى يتعرض لها الصغار حينما يقطعون مسافة 4 كيلومترات ذهاباً وإياباً إلى قرية «إشليمة» المجاورة، وصبوا جام غضبهم على المسئولين، حتى رئيس الوحدة المحلية لقرية ششت الأنعام التابعة لها قرية موردة إشليمة لم يكلف نفسه عناء الانتقال إلى القرية ليرى بنفسه الواقع، والمكان الذى أنشأه الأهالى ليتعلم فيه أبناء وتلاميذ القرية.[Quote_1]
تقول إيمان الشرقاوى والدة أحد التلاميذ «أنشأنا 6 فصول ابتدائى، و3 إعدادى، لتعليم 180 تلميذاً فى المرحلة الابتدائية، و80 طالباً فى المرحلة الإعدادية من أبناء القرية، وتطوع مجموعة من الخريجين والشباب للتدريس للتلاميذ، ولم نكن نرغب فى الوصول إلى هذا الحل لولا أن أعيتنا المطالبات والمقابلات والمذكرات العديدة التى قدمناها للمسئولين لكن دون جدوى».
ويقول إسماعيل الشافعى إدارى فى مدرسة «إشليمة» الابتدائية المجاورة للقرية «أكبر المشاكل التى تواجه القرية، عدم البدء فى إقامة مدرسة بها رغم قيام الأهالى بشراء قطعة أرض مساحتها 12 قيراطاً، والتبرع بها للدولة لإنشاء المدرسة عليها منذ 6 سنوات، إلا أن شيئاً لم يتم حتى الآن، علماً بأن المدرسة مدرجة فى خطة الأبنية التعليمية، ولها اعتماد مالى منذ 3 سنوات، لكن التنفيذ متوقف بسبب عدم موافقة الزراعة على التخصيص، وأخبرنا مسئولى الأبنية التعليمية أنهم أرسلوا خطاباً إلى الزراعة بهذا المضمون».