د. أسامة الأزهري: الرئيس أعطى إشارات عديدة لأهمية تجديد الخطاب الديني.. وهناك ملفات تحتاج إلى عمل
الثورة تجسِّد قوة الشخصية المصرية الرافضة لتيارات التخريب
د. أسامة الأزهري
مستشار الرئيس للشئون الدينية: «30 يونيو» كشفت مؤامرة تيارات العنف لعزل مصر
قال الدكتور أسامة الأزهرى، مستشار رئيس الجمهورية للشئون الدينية، عضو مجلس النواب السابق، إن الرئيس عبدالفتاح السيسى حرص فى أكثر من مناسبة على الدعوة لتجديد الخطاب الدينى للمؤسسات الدينية كافة، مؤكداً فى حوار لـ«الوطن»، أن «30 يونيو» أظهرت حجم المؤامرة التى كان يتم الترتيب لها على يد تيارات العنف والتزوير لعزل مصر عن محيطها العربى والأفريقى لصالح فئة أجرمت فى حق الدين والوطن.. وإلى نص الحوار:
بعد ثورة 30 يونيو.. كيف ترى الدعوات التى أطلقها الرئيس لتجديد الخطاب الدينى؟
- الرئيس السيسى أطلق إشارة البدء للمؤسسات الدينية فى مرات عديدة للنهضة بالخطاب الدينى، وظهر هذا مرات فى كلمات رئيس الجمهورية طيلة السنوات الماضية، فما ترك مناسبة أو احتفالاً به رجال دين إلا وأشار إلى أهمية الخطاب الدينى، كما أن ثورة الثلاثين من يونيو أظهرت حجم المؤامرة التى كان يتم الترتيب لها على يد تيارات العنف والتزوير لعزل مصر عن محيطها العربى والأفريقى لصالح فئة أجرمت فى حق الدين والوطن، ولا شك أن «30 يونيو» تعيد إلى أذهاننا قوة الشخصية المصرية الرافضة للاختطاف على يد تيارات تخريب الوطن، حيث إنها الثابتة الرابطة الجأش التى وقفت بكل ما تملك رافضة تشويه صورة الإسلام عبر جماعات نسبت نفسها للإسلام زوراً وبهتاناً، ورافضة لفهم منحرف حول دين الله الذى هو رحمة وراحة من شقاء.
ما تقييمك لاستجابة المؤسسات الدينية لتلك الدعوات؟
- نثمِّن جهود المؤسسات الدينية، لكن لا يزال هناك فراغ وملفات تحتاج إلى عمل كبير، خاصة أنه يخرج علينا يومياً تيار من التيارات المتطرفة بكارثة من الكوارث التى تحتاج إلى ملاحقة شديدة للرد والتفنيد، وأغلب الجهود المبذولة من المؤسسات إلى الآن فى هذا الطور، وبعد مرحلة ملاحقة الكوارث الفكرية التى تثيرها التيارات المتطرفة وتفنيدها يأتى مستوى آخر فى إعادة صناعة الفقه الملائم لهذا الزمن، والذى يملأ العقول مناعة من الفكر المتطرف، ثم يأتى المستوى الثالث، الذى لم يتم التطرق إليه حتى الآن، وهو إعادة صناعة النموذج المعرفى للمسلمين، وإعادة صناعة الطرح الدينى والفكرى والعقلى، ونحن كمسلمين توقفنا عن تجديد نموذجنا المعرفى منذ 4 قرون من الزمان، فالنموذج المعرفى هو النظرية الكلية التى ينظر بها الإنسان إلى الكون وإلى الحياة وإلى الدين وإلى تعامله مع الحضارات بالأطر الكبرى.
ما الذى يحتاجه الخطاب الدعوى الآن؟
- نحتاج الآن إلى إعادة بناء المنهجية العلمية المنضبطة فى كل المجالات، واحترام التفرقة بين المصادر -الكتاب والسنة والإجماع والقياس- ومنهجية الفهم والاستنباط، والمواهب والملكات التى يتمايز ويختلف بها الناس، فنحن نريد بناء العقلية الفارقة التى تفرِّق بين القطعى والظنى، والتى تفرِّق بين النص وتفسير النص، والمحكم والمتشابه، وبين الثابت والمتغير، وتدريب العقل على فهم الفوارق التى تبدو متشابهة أول الأمر.
ماذا تقول فى ذكرى ثورة 30 يونيو؟
- أطالب المصريين برفعة وطنهم بالعمل الجاد المتقن الذى يناسب طموحات الثائرين الذين يرغبون فى تحقيق مستوى أفضل لهم ولأبنائهم رغم التحديات الصعبة التى تواجهها مصر، ولا تقف المسئولية على الأفراد بل إن المؤسسات مسئولة عن تقديم مستوى يليق وحالة الحراك التى تشهدها مصر والمنطقة كاملة، وأؤكد أن مصر فى أمان بفضل الله تعالى، ثم بعزيمة قوية واضحة، ولا خوف على مصر وشعبها مهما تكاثرت المخاطر التى تحول دون الانطلاق لتحقيق طموحات شعب مصر العظيم.
استند عدد من الممثلين الذين شاركوا فى مسلسل «الاختيار 1 و2» إلى كتاب «الحق المبين فى الرد على من تلاعب بالدين».. ما تعليقك؟
- تابعت ما صرح به عدد من الفنانين الذين شاركوا فى مسلسل الاختيار، على رأسهم الفنان أحمد الرافعى، الذى قدم دور عمر رفاعى سرور، مفتى أنصار بيت المقدس فى مسلسل «الاختيار 1»، استند أيضاً لكتاب «الحق المبين» الفنان تامر الكاشف، الذى قام بدور المتطرف حنفى جمال فى الجزء الثانى من المسلسل، والفنان محمد العزايزى، الذى وصفه بالكتاب العبقرى، وفقاً لما نشره عدد من المواقع الإخبارية، والفنان أحمد الرافعى أشار إلى أنه دلَّ زميله الفنان تامر الكاشف على كتاب الحق المبين، وأهميته فى رصد أفكار الجماعات المتطرفة وتفنيده لها، وهو كتاب يحلل كل الأفكار المتطرفة والإرهابية ويرد عليها، مؤكداً أن هذه المفاهيم الموجودة فى الكتاب تحتاج إلى تناولها بشكل عميق وكبير وبشكل درامى أكبر وأوسع، مؤكداً أنها مضاد حيوى لكل الأفكار النابتة والجماعات المتطرفة.
أطر التجديد
نأتى بالأطر الكبرى لتجديد الخطاب الدينى من المصادر الأصلية، ومن فهمنا الصحيح للقرآن الكريم والسنة المشرفة ولمقاصد الشريعة ولعلم القواعد الفقهية والتراث الواسع الشامل الذى يشمل الطب والفلك والتشريح وعلوم البحار وأدب الجغرافيا، وكل هذا العطاء الواسع الذى استمر على مدى ألف سنة بُنى على نموذج معرفى محكم متقن.