قصة «مسجد الخيف» بمشعر منى.. هنا خطب النبي خطبة الوداع
شهد بيعتي الأنصار للنبي
ضيوف الرحمن يتوجهون إلى مشعر منى
يتمتع مشعر منى بقدسية خاصة بين مشاعر الحج المقدسة، لاستقبال ضيوف الرحمن، حيث يحتضن عدة مناسك منها قضاء يوم التروية ورمي الجمرات الذي بدأ من أول أيام عيد الأضحى المبارك ويستمر حتى أيام التشريق.
مسجد الخيف بمشعر منى
من أشهر معالم مشعر منى المقدس، هو مسجد «الخيف»، الذي ألقى فيه النبي المصطفى خطبة حجة الوداع، وفقا لوكالة الأنباء السعودية.
«الخيف».. يعد من مساجد المشاعر المقدسة، ويقع على سفح جبل الصابح بمنى، بالقرب من مكان رمي الجمرات، ويعني اسمه في اللغة العربية، ما انحدر من الجبل وارتفع عن الوادي.
والمسجد كان محل اهتمام ورعاية خلفاء المسلمين على مر العصور، حيث شهد مراحل تطوير عديدة، فتم توسيع عمارته في عام 1407هجريا، وتضمن 4 منارات، كما تم تزويده بجميع المستلزمات من إضاءة وتكييف وفرش ومجمع لدورات المياه، ويوجد فيه أكثر من 1000 دورة مياه و3 آلاف صنبور للوضوء.
فيما تجري وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد بالسعودية ممثلة في الأمانة العامة للتوعية الإسلامية في الحج والعمرة والزيارة، مجموعة من البرامج والأنشطة الدعوية في المسجد خلال أيام موسم الحج.
مشعر منى
يمتلك مشعر منى أهمية خاصة، حيث ينتقل إليه ضيوف الرحمن في اليوم الثامن من ذي الحجة، بعد ارتداء ملابس الإحرام، ويبيتون فيه لفجر يوم عرفه تنفيذا لسنة الرسول، ثم يعودون إليه مجددا في صباح اليوم العاشر، لقضاء أيام التشريق الثلاثة ورمي الجمرات.
يقع مشعر منى، بين مكة المكرمة والمزدلفة، على مسافة 7 كيلومترات شمال شرق المسجد الحرام، وهو عبارة عن وادٍ تحيط به الجبال من الجهتين الشمالية والجنوبية، ويحده من جهة مكة المكرمة جمرة العقبة، ومن جهة مشعر مزدلفة وادي محسر.
وسمي «منى» بذلك الاسم، لعدة أسباب، بحسب وزارة الحج والعمرة السعودية، مضيفة أن المؤرخين رجحوا أنه جاء إثر ما يراق فيها من الدماء المشروعة في الحج، وقيل لـ «تمنى آدم فيها الجنة»، بينما رجح آخرون لاجتماع الناس بها، والعرب تقول لكل مكان يجتمع فيه الناس «مِنى»، حيث رمى إبراهيم- عليه السلام- الجمار، وذبح فدية لابنه إسماعيل- عليه السلام-، فيما قال بعض المؤرخين إنه كان بمنى مسجد، يعرف بمسجد الكبش.
وشهد المشعر نزول سورة النصر أثناء حجة الوداع للرسول الكريم، وبيعة الأنصار المعروفة ببيعتي العقبة الأولى والثانية حيث بايعه- عليه الصلاة السلام- في «الأولى» 12 شخصا من أعيان قبيلتي الأوس والخزرج، وفي «الثانية» 73 رجلا وامرأتان من أهل يثرب، وكانت قبل هجرة المصطفى إلى يثرب.