تغريم شاب 357 ألف جنيه برأس سدر في اتهامه بقتل مسن عن طريق الخطأ
جلسة القضاء العرفي
يعد القضاء العرفي هو شريعة وحياة لأبناء سيناء، حيث إنه يعرف بينهم بأنه دستور القبائل، فأبناء البدو لا يلجأون مطلقا إلى القضاء الرسمي إلا في أضيق الحدود، عندما يرفض أحد الطرفين المثول إلى القضاة العرفيين، التي تمثل حالات نادرة.
القضاء العرفي «قانون البدو»
القضاء العرفي له قواعد وقوانين يعرفها أبناء البدو وهناك قضاة عرفيون يقومون بالفصل في القضايا، كل قضية لها حكم يختلف عن الآخر، الأحكام تكون رادعة، الشرط الأول في قبول الحكم بالقضاء العرفي هو قبول الطرفين للتحكيم العرفي، يقوم كل طرف في حالة القبول باختيار كفيل له، وقد تستمر الجلسة لأيام لحين الفصل في القضية.
شاب يقتل مسنا بطريق الخطأ
شهدت مدينة رأس سدر العام الماضي، قضية قتل عن طريق الخطأ حيث قام شاب من إحدى قبائل رأس سدر بقتل رجل مسن من أبناء محافظة الصعيد المقيمين في المدينة عن طريق الخطأ عندما صدمه بالسيارة.
وعليه قام أبناء القتيل برفع دعوى قضائية في محكمة رأس سدر، وعندما طلبت أسرة القاتل اللجوء إلى التحكيم العرفي وافق أبناء القتيل، وبدأت جلسة القضاء العرفي ولجنة فض المنازعات بمدينة رأس سدر أمس الجمعة واستمعت إلى الخلاف في قضية قتل السيد صديق السيد عبدالعال 65 سنة «من أبناء الصعيد» بالخطأ على يد أحد أفراد قبيلة الأحيوات بمدينة رأس سدر وهو نجل سعيد فريج سليمان عيد.
تغريم القاتل 357 ألف جنيه
الشيخ سعيد أبو عيد العليقي من قبيلة العليقات أحد القضاة العرفيين حضر الجلسة بحضور لجنة من رجال الفتوى ورجال الأزهر والأوقاف بمدينة رأس سدر، وحضور الشيخ عيد أبو مصلح شيخ قبيلة الحويطات.
جلس الطرفان بعد الموافقة على التحكيم العرفي بحضور الشيخ محمد أحمد الحسيني والشيخ إبراهيم السيد محمد أبو عوف والشيخ صلاح مجدي محمد التهامي والشيخ سليمان عبيد الله علي، ولجنة فض المنازعات.
واستمعت هيئة التحكيم للطرفين وقضت الجلسة بتغريم أهل القاتل 35 كيلو و700 جرام من الفضة الخام، وقدرت المحكمة سعر الجرام بنحو 10 جنيهات، أي ما يعادل مبلغ 357 ألف جنيه على قبيلة الأحيوات لقيام نجلهم وهو شاب 15 سنة بقتل عائل عائلة صديق عن طريق القتل الخطأ بعدما صدمه بالسيارة أثناء انتظاره على جانبي الطريق بمدينة رأس سدر.
العفو عن الشاب وقبول الدية
حصل أبناء القتيل على الدية التي تسدد على مدار ثلاث سنوات لصالح عائلة القتيل، لكنهم قالوا في نهاية الحكم أنه قدر الله وقد عفونا عن الشاب بعد أن أقر بالخطأ.