هل تزوج النبي من السيدة عائشة في سن 9 سنوات؟ شيخ الأزهر يحسم الجدل
الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر
روايات متضاربة، تثير الجدل بين الحين والآخر حول سن زواج الرسول صلى الله عليه وسلم من السيدة عائشة، هل كانت في سن الـ9 سنوات أم 18 سنة؟، وفجرت تصريحات مسؤولين هنود الجدل مجددًا وأثارت غضب المسلمين، فما هي الرواية الصحيحة حول سن زواج السيدة عائشة، بعد أن حسمها الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر.
إبراهيم عيسى يعلق على سن زواج السيدة عائشة
علق الإعلامي إبراهيم عيسى، على الرواية التي تحدد سن السيدة عائشة بتسع سنوات حين تزوجت من النبي صلي الله عليه وسلم، مؤكدًا أنها روايات ضعيفة، مشيرًا إلى أن السيد نافين جندال المتحدث باسم الحزب في دلهي سألت سؤالًا عن كيف يتزوج النبي وعمره 54 سنة طفلة عمرها 9 سنوات، الإجابة أن النبي لم يتزوج طفلة عندها 9 سنوات، وهو ما أثار غضب المسلمين.
رواية السلفيين عن سن زواج السيدة عائشة
وأشار إلى أن تلك الرواية موجودة عند السلفيين ومؤمنين بيها من أن النبي تزوج السيدة عائشة وعمرها 9 سنوات، نافيا صحة تلك الرواية، لافتًا إلى أن هناك روايات تاريخية أخرى، تقول إن النبي تزوج السيدة عائشة وعمرها 18 سنة أي وهي شابة مكتملة، مضيفًا: «في عشرات الوقائع التاريخية اللي بتنفي زواج النبي من السيدة عائشة وعمرها 9 سنوات، فكل الروايات بتقول إن السيدة أسماء بنت أبي بكر كان عمرها يوم الهجرة 27 سنة وهي أكبر من السيدة عائشة بعشر سنين يعني عمر السيدة عائشة كان 17 سنة واتجوزت في السنة التالية من الهجرة يعني عمرها 18 سنة».
شيخ الأزهر يرد على المشككين في سن زواج السيدة عائشة
وفي المقابل رد الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، على ما أثير حول جدل زواج النبي من السيدة عائشة وهي 9 سنوات، قائلًا: «دائمًا ما يثار أن النبي صلى الله عليه وسلم تزوج من السيدة عائشة، رضي الله عنها، وهي صغيرة بنت تسع سنوات، والحقيقة بعد قراءات كثيرة مع الأديب العملاق عباس العقاد أن السيدة عائشة حين تزوجت من الرسول، صلى الله عليه وسلم، كان لا يقل عمرها عن 13 إلى 16 سنة».
وتابع: «وعندي رد مختلف تمامًا فأيًّا كان سن السيدة عائشة حين تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم، فالمهم أن هذا الزواج كان يتماشى مع الأعراف والتقاليد ولم يكن زواجًا خارجًا على قواعد المجتمع، فلو راجعنا كتب السيرة التي سجلت معاناة النبي – صلى الله عليه وسلم - من قريش ومن أبناء عمومته؛ لأنه هزم فيهم كبرياءهم، ومحاولتهم أن يلصقوا به أي نقيصة، ما وجدنا فيها - ولا عند المستشرقين».
وتابع: «من يوجه اللوم للنبي صلى الله عليه وسلم، حينما تزوجها ويقول مثلًا: «تزوجها صغيرة وهي بنت تسع كما يزعمون، وهو رجل كبير، وهذا لا يليق بالرِّجالِ، مشيرًا إلى أن التاريخ لم يسجل شيئًا من هذا اللوم مع أن هذه كانت فرصتهم للنيل منه – صلى الله عليه وسلم - ممَّا يدلُّ على أن هذا الزواج تم في إطار المقبول اجتماعيًا».
وأكد الإمام الأكبر أن إثارة موضوع زواج النبي صلى الله عليه وسلم الذي تم في زمانه تحت غطاء اجتماعي، ومحاولة بعثه من جديد وتشويهه، يدلُّ على أن هؤلاء الذين يثيرون مثل هذه الأمور يحملون في صدورهم الضغينة ضد الإسلام.
واختتم: «وإذا كان من اعتراض على زواج النبي -صلى الله عليه وسلم- من السيدة عائشة رضي الله عنها وهي في سن صغيرة، فلماذا لم يتحدث أحد على خطبتها الأولى من مطعم بن جبير إذا كنتم إنسانيين لهذه الدرجة؟!، والتاريخ لم يسجل أن الخطبة الأولى كانت خطأ أو نشوزًا أو خروجًا على أعراف المجتمع وكذلك الأمر في خطبتها الثانية وزواجها من النبي صلى الله عليه وسلم رغم التربص به، صلى الله عليه وسلم».