«جنايات بورسعيد» تودع أسباب الحكم بإعدام خطيب «خلود».. أراد السيطرة عليها
المجني عليها والمتهم
أودعت محكمة جنايات بورسعيد أسباب الحكم بالإعدام شنقا على الشاب محمد سمير أحمد المتولي، المتهم بإنهاء حياة خطيبته السابقة «خلود السيد فاروق»، 21 عاما خنقا، وذلك إثر خلافات بينهما لغيرته المفرطة عليها، وتعاملاتها مع الآخرين ما اضطر المجني عليها إلى قطع علاقتها به وإنهاء خطبتها فهددها بالقتل، وكان قصده معلقا على استمرار علاقتهما.
وصدر الحكم برئاسة المستشار أحمد مندور عبدالله، رئيس المحكمة، وعضوية كل من المستشار شريف فتحي كلحي، والمستشار تامر أحمد رضا، المستشارين بمحكمة استئناف الإسماعيلية، وبحضور أحمد خالد السيد، وكيل النيابة، وإسماعيل محمد عوكل، سكرتير الجلسة، في القضية رقم 3537 لسنة 2022 جنايات الشرق المقيدة برقم 282 لسنة 2022 كلي بورسعيد.
أسباب الحكم بإعدام خطيب خلود
وبدأت المحكمة حكمها بالآية الكريمة «وإذا الموءودة سئلت بأي ذنب قتلت»، لا بذنب اقترفت، أو بِجُرم ارتكبت، بك لأنها أرادت الحياة وتمسكت، ومن كل العبودية أبت وتمردت، وبالحرية حلمت وتعلقت، وبكرامتها أصرت وتشبست، ولآدميتها احترمت وقدست، فكان ذلك هو الذنب الذي من أجله قُتلت، إنها المجني عليها خلود السيد فاروق درويش المغربي، بلغت من العمر الواحد والعشرين عاما واكتملت، فقدت والديها، ومن عطفهما حُرمت، في أسرة فقيرة الحال ترعرعتْ، في مصنع للحياكة بمنطقة الاستثمار عملت واسترزقت، لكسب قوتِ يَوْمها دون حاجة للغير، بالسيرة العطرة، وَالسُّمْعَةِ الطَّيْبَةِ بَيْنَ توقعت، تقدم المتهم مُحَمَّدُ سَمِيرٍ أحْمَدَ المتولي حسين لخطبتها، والذي يَكْبُرُها سبعة أعوام ميلادية، أوساطها قد عُرفت.
خطوبة خلود من محمد زميلها
وأكملت المحكمة: هكذا كانت حياتها منذ بدأت، ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن أو حتى بما توقعت، تقدم المتهم محمد سمير أحمد المتولي، لخطبتها، والذي يكبرها 7 أعوام ميلادية، ويعمل معها في ذات المصنع، ويراها بصفة يومية، فوافقت كأي فتاة تحلم بعش الزوجية، وَتَرى في الزواج اكتمال للدين، وَلِكونِ المْتهم يَتَمَتع بقدر كبير من الأنانية، وتملأه الكراهية، أراد السيطرة عليها وامتلاكها، ومُعاملتها معاملة الجارية، ظنا منه أنه اشتراها مِنْ سُوق العُبُودِيةِ، ظَلْ يُلاحظ حَرَكَاتِها وسكناتها، ويعد لها أنفاسها بطريقة قسرية، وأراد التحكم في أحاسيسها ومشاعرها وكأنها دميَة، أمْلى عليها شروطه بل تدخل في علاقتها الشخصية حتى صارت بلا هوية، إن تحدثت مع آخر نهرها بلا رويَّةٍ، وإنْ تَأخَّرَتْ في الردِ عَلَيْهِ كَانَتْ فِي البَاغِيَة، وَإِنْ ضَحِكَتْ وَتَبَسَّمَتْ لأُحَدٍ كَانَتْ القاضية.
توتر العلاقة بين خلود وخطيبها بسبب غيرته
أساءَ الظن بها، وفي يوم 14/10/2022 اتهَمَها زُورًا بوجود علاقة عاطفية بَيْنَها وبَيْنَ «محمد ا. ا»، شاهد الإثباتِ الثَّامِنَ، مُشرفها بالعَمَلِ المتواجد معها بصفة يَوْمِيَّةٍ، وَأنْ أحَدًا أرسل إلَيْهِ عَلى هاتفه المحمول برسالة نصية، يُخْبِرُهُ فيها بِحُدُوثِ وَاقِعَةٍ ظنها حَقِيقة، وهي مُشاهَدَتْهُ المَجْنِي عَلَيْها وهي تنظر خلسة إلى شاهِدِ الإِثْبَاتِ الثامِن، وقد غمزته بعينها، فما كان من المَجْنِي عَلَيْها إلا إنها أنكرت عليه تلك القصة الوهمية، وطلبت منه مشاهَدَة تِلك الرسائل النصية فرفض، وتعلل بأنها مُحادثة هاتفيَّة، ولَيْسَتْ رَسَائِل نَصِيَّةً، عَلى إثرها حَدَثَتْ بَيْنَهُما مُشادة كلامية، وطلبت منه فسخ خطبتها، وإنها لن تعود إليه مرة ثانية.
مطاردة محمد لخلود وهروبها منه
وبتاريخ 16/10/2022 عَقَّبَ انتهاءِ العمل بالمصنع الذي تعمل فيه المجني عليها تعدّى عليها المتّهم بالضّرب، واستولى منها على هاتفها المَحْمُولِ عُنوة، ولخوفها الشديدِ مِنْ بَطْشه انصرفت، واستقلت سيارة أجرة «تاكسي» فأسرع خلفها، واستقل نفس السيارة، فَقَامَتِ المَجْنِي عَلَيْهَا بالنزول، واستقلت سيارة أخرى، ولم تسترد هاتفها المحمول، يا لها من حياة قاسية إِنَّهُ ذل العبودية، لم تقو المجني عليها على الاستمرار.
استصراخ خلود له.. يا محمد لعل قلبه يرق
وذكرت شاهدة الإثبات السابعة أن المتهم هدد خلود قائلا: «ياهتجوزك يا هقتلك»، وعندما علم المتهم باستقالة المجني عليها من عملها واختيارها الابتعاد قرر قتلها في الحال وبلا هوادة أو انتظار، كيف تجرؤ أن تطلب منه المحال، إلى أن تسلل إلى شقتها وقتلها بداخلها خنقا، وهي تسترحمه «هتموتني»، وهان عليه استصراخها له «يا محمد»، لعل قلبه يرق إن كان يوما لها أحب، ولكن هيهات فقد نفذ الأمر وظهر المتهم على حقيقته، لم يتراجع لحظة عن قتلها ولم يرق لها قلبه أو يحن.