جماعة الدم.. «البنا» أسّس الجناح المسلح.. و«مشهور» قال: لن نحقق النصر إلا بالإرهاب
«فاروق»: مؤسس الجماعة تحدث في رسالته بـ«النذير» عن خطاب التهديد
الإخوان مارسوا الإرهاب ضد الشعب المصري
تبنت جماعة الإخوان الإرهابية نهج الإرهاب والعنف منذ نشأتها باعتراف مرشدها الأعلى، حسن البنا، حين وضع شعار المصحف مع السيفين وبالأسفل كلمة «وأعدوا»، فى إشارة واضحة لاستخدام العنف لتحقيق مصالح الجماعة، كذلك اعتراف مصطفى مشهور المرشد الأسبق، بضرورة استخدام العنف والقوة المسلحة، ونظَّر لذلك فى محاضراته، فقال فى إحداها: «لن نحقق النصر إلا من خلال الإرهاب والتخويف، ويجب ألا نستسلم للهزيمة النفسية»، كذلك أصَّل للعنف سيد قطب المنظِّر البارز للجماعة ومصدر الإلهام لمختلف الجماعات الجهادية الإرهابية المسلحة.
واعتبر «قطب» حالة العالم الإسلامى اليوم مماثلة لحالة الجاهلية، لأنهم تخلوا عن الإطار الدينى والعقدى السليم الذى وضعه الله سبحانه وتعالى واستبدلوا بها قوانين من صنع الإنسان، حسب زعمه. ونظر «قطب» لتبرير استخدام العنف انطلاقاً من فكرة جاهلية المجتمع التى تتبناها سلطة سياسية حاكمة فى البلدان، وأن على الإخوان أن يتحملوا مسئولية مواجهة هذه الجاهلية، وتحويل المجتمع إلى مجتمع إسلامى حقيقى وإخراجه من الجهل، حيث يتم مواجهة مشكلات المجتمع بطريقة عملية، بدءاً من الوعظ والإقناع وصولاً إلى القوة البدنية والعنف الذى يعتبره جهاداً تقوم به الطائفة المؤمنة. وأسست الجماعة الإرهابية التنظيم الخاص عام 1937، وهو عبارة عن ميليشيا شبه عسكرية، هدفه القيام بعمليات تتسم بالسرية.
«عيد»: العنف متأصل في أدبيات التنظيم
سامح عيد، الباحث فى شئون الحركات الإسلامية، قال لـ«الوطن»، إن العنف متأصل فى أدبيات الإخوان، مستشهداً بترديد قيادات التنظيم عبارة مفادها أن الجماعة الإسلامية وتنظيم الجهاد تعجلوا فى قطف الثمرة بمعنى أنهم تعجلوا فى لجوئهم إلى العنف كوسيلة للتغيير، فالجماعة فى أدبياتها لم تغلق الباب أمام منهجية العنف، وأضاف: «تاريخ الجماعة فى الاغتيال طويل ومتشعب، حيث إن جميع الجماعات المتطرفة التى قامت بالاغتيالات تجاه المسئولين فى المجتمع المصرى خرجت من عباءة الإخوان، فمنهجية الجماعة قائمة على وهم السيطرة على العالم، وفكرتهم تحتوى فى داخلها العنف».
وتابع: «الجماعة سعت لاستنساخ التجربة الخمينية بتشكيل حرس ثورى وتفكيك مؤسسات الدولة واستحداث مؤسسات بديلة لضمان استمرار تمكين التنظيم من مفاصلها وحماية التنظيم الإجرامى من المصريين إذا أرادوا إنقاذ دولتهم وإرهاب مَن يحاول الاعتراض أو عدم القبول بحكم المرشد، وهذا ما تباهى به المجرم الإرهابى عاصم عبدالماجد، عندما أكد أن الجماعة الإسلامية كانت تتناقش مع الإخوان لتدشين ما سماه بـ(الحرس الثورى) على غرار الحرس الثورى الإيرانى».
وأوضح عمرو فاروق، الباحث فى شئون الجماعات الإسلامية، أن المرشد الخامس للإخوان مصطفى مشهور سعى لتشكيل كيان مسلح فى المغرب، فالعنف فى منهج وأدبيات الجماعة متأصل منذ التأسيس، فالجماعة تمارس خطاب العدائية والكراهية ضد معارضيها، وحسن البنا فى أول عدد من مجلة «النذير» تحدث بوضوح عن منهجية العنف وقدم خطاباً حمل لغة تهديد مباشرة، وقال «البنا» فى افتتاحية «النذير»: «إلى الآن أيها الإخوان لم تخاصموا ولا هيئة كما أنكم لم تنضموا إليهم كذلك، أما اليوم فستخاصمون هؤلاء جميعاً سواء فى الحكم أو خارجه خصومة شديدة فإن لم يستجيبوا لكم ويتخذوا تعاليم الإسلام منهجاً يسيرون عليه ويعملون له فإما ولاء وإما عداء»، وتابع حسن البنا فى مقاله بمجلة النذير: «ولسنا فى ذلك نخالف خطتنا أو ننحرف عن طريقتنا أو نغير مسلكاً بالتدخل فى السياسة، كما يقول الذين لا يعلمون».
وأكد «فاروق» أن مؤسس التنظيم طرح خصومة لا سلمية فيها، فتلك الرسالة الواضحة تحمل خطاب التهديد وتأصيلاً للعنف وهذا كان واضحاً فى مرحلة ما بعد ثورة 30 يونيو وما تم تنفيذه من عمليات إرهابية على أرض الواقع. وأضاف: «حسن البنا فى رؤيته أسس مدرسة الإخوان الأولى للعنف، والمدرسة الثانية شملت سيد قطب وكان أكثر وضوحاً فى الصدام، فطرح «قطب» مشروع العنف وتعطيل مؤسسات الدولة من أجل قيام دولة الإخوان وقيام دولتهم ونصرة دعوة الإخوان بالقوة، وقدم للقواعد التنظيمية خطاباً غير معلن، أكثر عنفاً ويتعامل بمنهج مختلف عما تقدمه الجماعة على أرض الواقع».
وقال الدكتور إبراهيم نجم، مستشار مفتى الجمهورية، الأمين العام لدور وهيئات الفتوى حول العالم، إن الإخوان منهجها متطرف منذ نشأتها وهناك ارتباط بينها وبين التنظيمات الإرهابية، وعلى رأسها «داعش»، فجماعة الإخوان بذرت بذور التطرف وتبنَّت لغة المعارضة الهدامة ووصفت المجتمع بأسره بأنه متدهور ومتجذر فى الجاهلية، كما حرضت على إراقة الدماء.