جرائم حرب ارتكبها هنري كيسنجر في مسيرته.. لماذا حصل على «نوبل للسلام»؟
هنري كسينجر
هنري كيسنجر هو سياسي أمريكي، ودبلوماسي، وخبير استشاري جيوسياسي، وشغل منصب وزير خارجية الولايات المتحدة ومستشار الأمن القومي الأمريكي في ظل حكومة الرئيسين السابقين ريتشارد نيكسون وجيرالد فورد، واليوم توفي وزير الخارجية الأمريكي سابقًا، عن عمر يناهز 100 عام.
ولد هنري ألفريد كيسنجر في عائلة يهودية من الطبقة المتوسطة في بافاريا في 27 مايو 1923، وغادرت العائلة للفرار من الاضطهاد النازي، لكنهم انضموا إلى الجالية الألمانية اليهودية في نيويورك في عام 1938.
عرف الكثير عن الجرائم التي ارتكبها هنري كيسنجر أثناء وجوده في منصبه، من مساعدة ريتشارد نيكسون على عرقلة محادثات السلام في باريس وإطالة مدة الحرب على فيتنام إلى الإضاءة الخضراء لغزو كمبوديا، وغيرها من الجرائم المختلفة، بحسب «BBC».
إطالة أمد حرب فيتنام
في الوقت الذي كان هنري كيسنجر يعمل كمستشار لحرب فيتنام للرئيس الأمريكي ليندون جونسون، قال ريتشارد ف. ألين، مستشار الأمن القومي الأمريكي سابقًا، في مقابلة مع مركز ميلر في جامعة فيرجينيا إن كيسنجر، قرر بمفرده نقل المعلومات التي تلقاها من أحد مساعديه الذين حضروا محادثات السلام مع فيتنام الشمالية في اجتماع باريس، وبالفعل بعد ساعات من الاجتماع علق الرئيس جونسون القصف، مما دفع حملة نيكسون الانتخابية إلى حث الفيتناميين الجنوبيين على عرقلة المحادثات، وفاز نيكسون في الانتخابات مما أدى إلى استكمال حرب فيتنام، بحسب «Politico Magazine».
قصف سري وغير مبرر لـ«كمبوديا»
نصح كيسنجر، بعد أن تم تعيينه مستشارًا للأمن القومي، الرئيس الأمريكي نيكسون بإصدار أمر بتفجير كمبوديا للضغط على هانوي للعودة إلى طاولة المفاوضات، كان نيكسون وكيسنجر يائسين لاستئناف المحادثات التي ساعدا في تخريبها في عهد الرئيس جونسون، وأيضا محاولة لحرمان الشيوعيين من القوات والإمدادات من الشمال، نقلًا عن صحيفة «The nation» الأمريكية.
قال كسينجر: «قمنا بتفجير شمال فيتنام للضغط عليهم بالموافقة على تنازلاتنا»، وقالت «بي بي سي»: «كانت كمبوديا دولة حيادية في حرب فيتنام، ولكن تم قصفها بأمر من كسينجر ونيكسون بشكل سري دون موافقة أعضاء الكونغرس بما يقارب 2756000 مليون طن من المتفجرات، مما أدى قتل 100 ألف كمبودي و نزح 2 مليون وأصبحوا بلا مأوى.
فوز كسينجر بجائزة نوبل للسلام
فاز كسينجر بجائزة نوبل للسلام في 17 أكتوبر عام 1973 بسبب إجراءاته في التفاوض لوقف إطلاق النار في فيتنام، كانت الجائزة غير منطقية وبمثابة صدمة للجميع بما فيهم كيسنجر نفسه، حيث أنه حاول إرجاعها إلى هيئة نوبل مرة أخرى.
ونقلا عن وكالة «أسوشيتد برس»، عزز كيسنجر سمعة رجل الدولة الأكبر المحترم، حيث ألقى الخطب، وقدم المشورة للرؤساء الجمهوريين والديمقراطيين على حد سواء، لكن السجلات من عصر نيكسون، التي تم إصدارها على مر السنين، جلبت معها اكتشافات ألقته أحيانا في ضوء قاس.
كان كيسنجر يلاحقه النقاد في الداخل والخارج الذين جادلوا بأنه يجب استدعاؤه للمساءلة عن سياساته بشأن جنوب شرق آسيا ودعم الأنظمة القمعية في أمريكا اللاتينية.