"التنظيم" يمتلك فروعا فى 70 دولة.. وله أحزاب سياسية فى "الشرق الأوسط"
استعرضت الفصول الثلاثة الأولى من التقرير تاريخ الجماعة فى مصر منذ تأسيسها فى عشرينات القرن الماضى، وأهمية «التنظيم السرى» المسلح الذى كان الذراع العسكرية لها، والملهم لكل التنظيمات والجماعات المسلحة حتى الآن.
وقال التقرير إن استراتيجية النمو للتنظيم فى مصر، فى الفترة من 1928 إلى 1948، تبين أن المجموعة سعت لتنفيذ وتحقيق أهدافها التى صيغت من الإسلام على أساس الوحى فى القرآن والحكمة النبوية فى السنة؛ ووفقاً لـ«البنا»: «إنها طبيعة الإسلام للسيطرة، وليس أن تهيمن، لفرض قانونها على جميع الدول وبسط سلطتها على الكوكب بأسره».
وأشار التقرير إلى أن هذه الاستراتيجية ساعدت فى نمو حجم التنظيم من 800 عضو فى عام 1936، إلى أكثر من 2 مليون فى عام 1948، واصفاً التنظيم بأنه حركة سنية دولية واسعة الانتشار، لها فروع أو جماعات تابعة لها فى أكثر من 70 بلداً، فضلاً عن أن لديها أحزاباً سياسية فى العديد من دول الشرق الأوسط وأفريقيا، بما فى ذلك الأردن والبحرين وتونس والجزائر والعراق وسوريا والسودان والصومال واليمن.
وأوضح التقرير أن هناك علاقة بين التنظيم وحركة «حماس» وفقاً للمادة الثانية من ميثاق «حماس»: «إن حركة المقاومة الإسلامية هى واحدة من أجنحة الإخوان المسلمين فى فلسطين، وحركة الإخوان هى منظمة عالمية والتى تشكل أكبر حركة إسلامية فى العصر الحديث». وأكد أن هناك مؤشراً آخر على فعالية استراتيجية نمو تنظيم الإخوان من تقديم نموذج أيديولوجى لعدد من الجماعات الإرهابية الحديثة، وقادة هذه الجماعات، بمن فى ذلك أسامة بن لادن وأيمن الظواهرى وخالد شيخ محمد.
وأرجع النمو الهائل فى حجم تنظيم الإخوان إلى الخطاب الأيديولوجى الذى تتبناه بشكل يناسب المشهد السياسى المتحول، على الرغم من أن الأهداف الأساسية لا تزال هى نفسها.[SecondImage]
وأضاف أن التنظيم اعتمد على تطوير برنامج للإصلاح الاجتماعى الذى كان يعتبر وسيلة طبيعية لإنشاء كل من الفلسفة والسيطرة الاستبدادية، وفكرة التوحد وتبنى خطاب معادٍ للنظام وأعمال عنف لأغراض سياسية.
تابع التقرير أن الهدف الرئيسى للتنظيم يعبر عنه من خلال شعار «الإسلام هو الحل»، و4 مبادئ أخرى لم تتغير منذ إنشائه فى عام 1928، التى تشملها شعاره «الله هو هدفنا، والقرآن دستورنا، والرسول هو زعيمنا، والجهاد هو طريقنا والموت فى سبيل الله هو هدفنا»، وقد ذكر ذلك كل من حسن البنا، مؤسس الحركة، ومحمد مرسى فى خطابه أثناء الحملة الانتخابية فى 13 مايو 2012.
وتطرق التقرير إلى الرؤية التى وضعها حسن البنا أمام التنظيم، وذلك فى رسالة وداعه، بعنوان «إن العقبات فى طريقنا» عام 1943، قائلاً: «إخوانى: أنتم لستم المجتمع الخير، ولا أنتم حزب سياسى، ولا منظمة محلية، ولكنكم روح جديدة فى قلب هذه الأمة تعطيها الحياة من خلال القرآن الكريم، أنتم ضوء جديد يضىء لتدمير ظلام المادية من خلال معرفة الله»، واعترف «البنا» بأن رؤيته قد تتطلب استخدام العنف كوسيلة لتحقيق الغاية، مؤكداً أن «البنا» سعى لفرض النظام الكلى فى حد ذاته، بالأهداف التى صاغها قائلاً: «رسالة السلفية، وطريقة السنية، وحقيقة الصوفية، ومنظمة سياسية، وجماعة رياضية، واتحاد ثقافى تربوى، وشركة اقتصادية، وفكرة اجتماعية».
وحول استخدام التنظيم لغة العنف، ذكر التقرير أن «البنا» قال فى مؤتمر الإخوان الخامس فى عام 1939، إن العمل وليس الكلام، والاستعدادات ليست مجرد شعارات، من شأنه أن يضمن النصر، يا أيها الإخوة ثلاث مائة كتائب، كل واحد مجهز روحياً بالإيمان والعقيدة وفكرياً مع العلم والتعلم، وجسدياً مع التدريب وألعاب القوى، فى ذلك الوقت يمكنك طلب منى أن أغرق معك عبر المحيطات المضطربة وقهر كل طاغية. إن شاء الله، وإنا سوف نفعل ذلك». وأضاف أن «البنا» زرع داخل أعضاء التنظيم مكافحة الثقافة الغربية والاستعمار، من خلال قوله: «الحضارة الغربية غزتنا عن طريق القوة والعدوان على مستوى العلم والمال، وإن السياسة والرفاهية والملذات والإهمال، ومختلف جوانب الحياة مريحة ومثيرة ومغرية»، وأكد «البنا» أن الاستقلال السياسى الرسمى لا قيمة له ما لم يكن مصحوباً بالاستقلال الفكرى والاجتماعى والثقافى، وهو ما سار عليه «الهضيبى»، من بعده، من خلال دعوته لأعضاء التنظيم إلى طرد الإمبريالية من نفوسهم، ودعوة «قطب» إلى الحرب المقدسة ضد الحضارة الغربية.
وقال إن إقرار «القانون العام» للإخوان كان واحداً من أهم التطورات التى حدثت خلال 1930 فى وقت مبكر، الذى وضع الأسس الأولية للإدارة التنظيمية وسياسة اتخاذ القرار والعضوية والتمويل والتوظيف.
وأشار إلى أن ثقافة الولاء والطاعة كانت واحدة من السمات المميزة للتنظيم، لا سيما الطاعة والولاء للمرشد العام بصرف النظر عن الموقف الاجتماعى أو صفة العضوية، فى ظل استمرار قسم يمين الولاء، أو البيعة، إلى المرشد العام، ووضع عواقب لمن يخالف هذه البيعة.
وأوضح التقرير أن التنظيم سعى إلى الاندماج مع عدة كيانات، وكان المثال الأول على عملية الاندماج ما حدث فى عام 1932 عندما اندمجت الجماعة بالقاهرة مع «جمعية الثقافة الإسلامية».
وتابع: «إن أول خلاف داخل التنظيم حدث فى عام 1932 بعد تعرض المعارضين داخله الذين اشتكوا من خطورة (الأعمال السرية) للتنظيم، للضرب من مؤيدى (البنا) وهو ما يؤكد فكرة التنظيم الشمولية، وفى الفترة من 1932 حتى 1938 كانت هناك زيادة المقاومة والاستياء داخل الحركة من استخدام بعض الأموال التى تم جمعها لدعم العرب فى فلسطين وتمويل فروع الجماعة فى مصر». واستطرد التقرير أن الهيكل التنظيمى الهرمى الشكل تم الاستقرار عليه فى أواخر 1930، والذى أقر بوجود أقسام تشغيلية محددة ولجان استشارية (المركزية والمحلية) مع وظائف رئيسية، ويضم المستوى الأول للهيكل المقر الرئيسى فى القاهرة، والأجهزة الإدارية، ويضم المستوى الثانى الإدارات الإقليمية التى تنقسم إلى مناطق والتى بلغت 20 منطقة عام 1940، ويتم تقسيم المناطق إلى مقاطعات أو قاعدة وبلغت 89 مقاطعة عام 1937، والتى تنقسم إلى عائلات تتكون كل واحدة من 5-6 أفراد.