توقفت أمام كلمات قصيرة كتبها «آلوف بين» -أشهر صحفى إسرائيلى من المهتمين بشئون الشرق الأوسط- فى وصف «بنيامين نتنياهو» رئيس الحكومة الإسرائيلية، قال «آلوف بين» نصاً («نتنياهو» وفىٌّ لطريقته، يُراقب تدمير الديمقراطية من الشرفة، وهو يحاذر من إطلاق تصريحات متطرفة بل ويُفضِّل أن يظهر فى صورة الدُمية والأسير لدى وزيرين متطرفين هما سموتيرتش وبن غفير، «نتنياهو» هو رأس النظام وهو المسئول عن القمع المتصاعد لمعارضيه مثلما هو المسئول عن أحداث السابع من أكتوبر وعن الخراب والقتل فى قطاع غزة).
وتوقفت أيضاً أمام عنوان بصحيفة «هآرتس الإسرائيلية» يقول («نتنياهو» رجُل الهدم)، وكتبت «هآرتس» عنواناً آخر أكثر جرأة وقالت: («نتنياهو» جعل إسرائيل دولة مُتهمة بالإجرام).
وتوقفت أيضاً أمام عنوان كتبته صحيفة «تايم أوف إسرائيل يقول: (زيادة ديون إسرائيل إلى الضعفين منذ السابع من أكتوبر).
وتوقفت أمام عنوان بصحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية يقول: الجنرالات يشعرون بالإحباط، وكتبت تقريراً قالت فيه: غضب داخل الجيش الإسرائيلى من «نتنياهو» بسبب غياب خطة «اليوم التالى» فى قطاع غزة.. وأبرزت تصريحات فى غاية الأهمية لرئيس الأركان «هيرتسى هاليفى» قال فيها نصاً: من دون تحرك سياسى ودبلوماسى سيتعين علينا العمل من دون هدف.
وتوقفت أمام تصريحات مهمة لوزير الدفاع الإسرائيلى «جالانت» قال فيها نصاً: مكاسب حربنا على غزة تتآكل، وعلى «نتنياهو» أن يتخذ قرارات صعبة استجابة للرأى العام.. وتوقفت أمام رد عضو مجلس الحرب الإسرائيلى «جانتس» على تصريحات «جالانت» الذى قال فيه: إن «جالانت» قال الحقيقة، ومسئولية القيادة تُحتِّم على «نتنياهو» فعل الصواب لخدمة إسرائيل بأى ثمن.
لكن أهم ما توقفت أمامه هو المقال النارى الذى كتبه الصحفى الإسرائيلى الشهير «حاييم ليفنسون» فى صحيفة «هآرتس» تحت عنوان (ممنوع قول هذا، لكن لا مفر: هُزِمنا هزيمة مُطلقة)، وقال فيه نصاً: إن أهداف حربنا على قطاع غزة لم تتحقق، المخطوفون لن يُعادوا بالضغط العسكرى، الأمن لن يُسترد، العُزلة الدولية لن تزول، خسرنا، هذه هى الحقيقة، بعد مرور أكثر من (٦) شهور كان من الممكن أن نكون فى مكان آخر، لكننا سبايا بين أيدى قيادة هى الأسوأ فى تاريخنا، إن كل عمل عسكرى يُفترض أن تكون له نهاية سياسية، العمل العسكرى يُفترض أن يُفضى إلى واقع سياسى أفضل، ليست لدى إسرائيل نهاية سياسية، بل لديها مُحتال فى الرأس من دون أية قدرة قيادية أو قدرة على اتخاذ قرارات ويفقد القدرة على تحكيم صوت العقل، لا بد أن يعرف الجميع أن هناك مخاطر من هذا الرجل الذى يقودنا بعد حصوله على تأييد (٣٢) عضواً فى الكنيست وضعوا ثقتهم فيه.
كل ما توقفت أمامه يجعلنا نصل إلى نتيجة حتمية هى («نتنياهو» خسر كل شىء باستثناء وزيرين «سموتيرتش وبن غفير»، خسر الجميع، الرأى العام ضده، والصحافة ضده، وثلث وزراء مجلس الحرب ضده، والثلث الآخر لا يتفقون معه، والجميع يطالبونه بإتمام المفاوضات والهدنة وإخراج الرهائن، ومحكمة العدل الدولية ضده، والمحكمة الجنائية الدولية ضده، وعدد كبير من نواب الكونجرس الأمريكى -ديمقراطيين وجمهوريين- ضده، وعدد من دول الاتحاد الأوروبى ضده، وطلاب الجامعات فى عدد كبير من دول العالم ضده، والأهم: أن أهالى المحتجزين والأسرى ضده ويتظاهرون دائماً أمام مبنى منزله وأمام مجلس الوزراء ووزارة الدفاع ومبنى الكنيست ويُشعلون الطرق ويواجهون الشرطة وكلمتهم وصلت لجميع وزراء مجلس الحرب الذين شارك بعضهم فى تظاهراتهم مرات عديدة.. كل هذا يجعلنا نقول: إن «نتنياهو» فى مهب الريح وسقوطه حتمى وقريب مهما فعل ومهما ناور، ومهما دعمته أمريكا فسقوطه اقترب.